افتتح هذا الأسبوع وسط زخم كبير أعمال الدورة السادسة لملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2013 الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، ويأتي هذا الزخم لأهمية القطاع وحيويته على مستوى قطاع الأعمال وكذلك على مستوى الثقافة، وهنا لا أنسى الإشادة بالفعاليات المصاحبة التي بدورها خلقت جواً كرنفالياً سياحياً رائعاً. وأعجبني كثيراً تطرُّق الملتقى لريادة الأعمال في القطاع السياحي، وأعتقد أنها أحد أهم مفاتيح التطور السياحي على الرغم من صعوبة التحديات الحقيقية التي تواجهها.. وهذا يقودني إلى الحديث عن امتداد لذلك الطرح ولكنه على مستوى الفرصة التي تمتلكها المملكة في هذا الوقت تحديداً، كون المملكة أصبحت قبلة حقيقية للاستثمار في ظل ما يشهده العالم أجمع من أزمة اقتصادية حقيقية. الحديث هنا عن سياحة الأعمال أو ما يُسمى Business Tourism كانت وما زالت تُمثل منتجاً سياحياً مهماً حتى للدول ذات مميزات الجذب السياحي والمنفتحة بشكل أكبر على العالم, وذلك بالنظر إلى العوائد الاقتصادية التي يحملها هذا المنتج بنفسه, وكذلك كونه مفتاحاً لتسويق سياحي أكبر. ونحن اليوم في المملكة نعيش طفرة اقتصادية غير مسبوقة مصحوبة بانفتاح اقتصادي أيضاً غير مسبوق يسهل عملية جذب رجال الأعمال بأغراض اقتصادية قد تكون بداية للتعريف بالسياحة في المملكة. تلعب الفعاليات الاقتصادية والتجارية دوراً مهماً في تهيئة أرضية صحية بين المستثمرين في مكان واحد, وكذلك تتيح التبادل التجاري وتوافر المعلومات عن الفرص الاستثمارية من ناحية المنافسة والجودة وغيرها من العوامل التي تساعد على القرارات في مجال التجارتين المحلية والدولية. ونتيجة لذلك تسهم في تنمية وتطوير التجارة للشعوب والدول والمدن, فهي تلعب دوراً اقتصادياً وسياسياً مهماً في دعم الاقتصاد المحلي والتعريف بمنتجات وصناعة الدولة والترويج لها, هذا إضافة إلى دورها الكبير في تنمية قطاع السياحة والتعريف بالدول.. فالفوائد الاقتصادية للمعارض والمؤتمرات لا تقتصر على المشاركين والزوار فقط، فهي تمتد لتشمل قطاعات أخرى في الاقتصاد الذي تحتضن تلك الفعاليات ويسهم بشكل كبير في توفير فرص عمل جديدة وزيادة دخل العاملين في هذه القطاعات, وبالتالي إنفاقها في قطاعات. وملخص هذه المقدمة هو أن الفعاليات الاقتصادية والتجارية تقود بشكل مباشر إلى زيادة كبيرة في نسبة النقد الأجنبي في الاقتصاد ويزيد من السيولة داخله بخلاف الفوائد الأخرى غير المباشرة على المديين المتوسط والطويل. هذا الحديث النظري يعكس تجارب عالمية مهمة، فعلى سبيل المثال واستناداً إلى دراسة عن صناعة المعارض والمؤتمرات في سنغافورة, أن هناك 173 صناعة ترتبط بصناعة المعارض والمؤتمرات, منها 18 صناعة ذات ارتباط مباشر و155 صناعة ذات ارتباط غير مباشر. كل ما تقدم هو لتسليط الضوء على إمكانية الاستفادة من الفعاليات التجارية في المملكة والحاجة إلى بذل جهود أكبر بين الجهات ذات العلاقة لاستغلال هذا الزخم الاقتصادي الذي تعيشه بلادنا والانفتاح غير المسبوق للاستثمار الأجنبي لجذب الاستثمارات والسياح وإثراء الاقتصاد برافد جديد، أكاد أجزم أن نجاحه يحتاج فقط إلى وضع الجهود في الطريق الصحيح. [email protected]