تعتبر الأودية والشعاب والمنتزهات البرية من أهم المواقع التي يجب المحافظة عليها والاهتمام بها ويجب أن تتضافر الجهود لحمايتها من العبث الذي يؤدي إلى تدميرها والقضاء عليها.. ولأنها تعتبر المتنفس الطبيعي للمواطنين والمجاورين وخاصة أيام الربيع والإجازات لذا كان لزاماً العمل على إيقاف التجني عليها من قبل شركات ومؤسسات لا يهمها إلا مصلحتها فقط. من يلاحظ ما حصل سابقاً ولا يزال في أودية وشعاب ومنتزهات محافظة الزلفي البرية من مخالفات يدرك مدى الخطورة التي تهدد هذه المواقع وهي تشكل بداية النهاية، حيث الاستغلال الجائر وغير المنطقي وغير المسؤول. إن عدم المبالاة من أصحاب شركات الطرق أدى إلى تدمير هذه المواقع وتغيير معالمها ولم نر أو نسمع عن أية عقوبة رادعه تم أنزالها على هذه الشركات التي تطاولت على هذه المواقع والتي كانت في السابق مواقع فريدة ومقصداً للأهالي. أودية وشعاب وهضاب تم التطاول عليها وتم ترحيل تربتها لمصالح هذه الشركات وقد وصل الأمر إلى أن بعض الأشجار تهاوت على الأرض، حيث لم تتم إعادة الوضع ولو لبعض سابقه, استهتار وعدم مبالاة أصاب هذه المواقع بالتصحر كل هذا يحصل ولا أحد يحرك ساكناً. ونتيجة لعدم الاهتمام من هذه الشركات لا بالمواطن ولا بحياته أصبحت هذه الأماكن تشكل خطورة حيث تتجمع فيها مياه الإمطار بشكل قد لا يوحي بالخطر في ظاهره ولكنه يعتبر مصيدة للمنتزهين وكم من الحوادث حصلت بسبب هذا الإهمال. والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا تم التهاون مع هذه الشركات إلى هذه الدرجة, لماذا لا تجبر هذه الشركات على تسويه وردم ما تسببت في تدميره ولماذا لا يطبق النظام ولماذا يكتفي بأخذ التعهد فقط والذي أتوقع أنه يتم تمزيقه بعد قراءته. لماذا محافظة الزلفي بالذات؟.. وماذا استفادت المحافظة من هذه الشركات غير التخريب والتدمير والاستهتار من أصحاب هذه الشركات والتي أنهت أعمالها وقامت بترحيل معداتها دون مبالاة تاركة الوضع المزري لهذه الأراضي شاهداً على صحة المثل القائل (من أمن العقوبة أساء الأدب).. ومن أراد التأكد من هذا فليقف بنفسه على هذه الأراضي ليرى بأم عينة مدى ما وصل إليه الوضع وكيف تم تدمير هذه المواقع وتغيير معالمها. أملنا بالله ثم بسعادة محافظ الزلفي الأستاذ فيحان بن عبدالعزيز بن لبده, إن يضع حداً لهذه المخالفات لعلنا نتلافى ما يمكن تلافيه وأن تتم محاسبة هذه الشركات ولا يكتفي بأخذ التعهد فقط. وسعادته إن شاء الله خير من يطبق النظام والتعليمات وما يوجه به ولاة الأمر -حفظهم الله- الذين لا يرضون أبداً بمثل هذه التصرفات التي تضر بالبيئة وتقضي على شكلها الطبيعي. والله من وراء القصد،،، - الزلفي