في زمن مضطرب، وظرف متقلب، وفترة محلولكة، ومحيط متموج، تجد كل عاقل يتوجس خيفة للمستجدات الحادثة والاضطرابات العاصفة، استقبل الوطن والمواطن -ليس السعودي فحسب بل الخليجي بعامته- استقبلوا خبر تعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فكانت البهجة سارة، والفرحة غامرة، وكانت البشرى الصادقة بوقع أشبه بأمن بعد خوف، وصحة بعد سقم، وغنى بعد فقر، وما هذا إلا لمصداقية الخبر الكريم -خير أمرائكم من تصلون عليهم ويصلون عليكم- أو كما ورد، وكيف لا، ولو شاهده قالٍ حال استقبال سموه المواطنين للسلام والتبريك والتهنئة لأحبه، لما أوتيه من حكمة وخلق ورحابة صدر وهكذا فيض العقل وهكذا هي الحكمة -أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن بأخلاقكم- أو كما ورد، وكيف لا يحب من تلك خلاله، وإذا أحب الله عبداً جعل له القبول بين خلقه، وما أخال سمو الأمير مقرن إلا من أولئك! فهنيئاً لسموه محبة شعبه وأمته، أقول هذا عن علم يقين، ومن كانت له الصلة في مواطني الخليج عرف هذا، إجماع بلا اختلاف، واتفاق بلا خلاف، على كافة المستويات الثقافية والاجتماعية، حتى أن المرء ليجد هذا من خلال حديث المجالس، وعبر الهواتف وكأن كل شخص تحقق له ما يصبو إليه، سعادة وطمأنينة، وارتياح نفس، ومن عرف محيطه وجد الحقيقة، وذلك فضل الله تعالى، مالك القلوب، في القبول والنفور، والمحبة والبغضاء، إذ تحققت المحبة لسموه، ولهذا النبأ المسعد، نهنئ أنفسنا ونبارك وندعو لسمو والدنا بتلك الثقة الكريمة بتوليه سدة هذا المقام القيادي في هذا الظرف الذي أجد الأمة فيه بأمس الحاجة إليه، لازمت الصحة سموه، وجُعل التوفيق حليفه، ولهذا فلسان حال كل من لقيت أو هاتف أو هاتفته يتمثل المعنى: نهنيك إجماعاً وليس تملقاً محبة صدق لا يداخلها دخنْ ومن منح الخيم الكريم وجدته إلى الناس محبوبا به النفس تفتتن يبادلهم حباً إلى الحب ماثلاًَ وأصدق حب في حمى الله مرتهن محياك يبقى شاهداً ومعبراً بأصدق تعبير يطيب به الزمن إذا قمت في أمر ووفقت منهجاً تحقق فيه الخير للشعب والوطن يلازمك التوفيق دعوة مخلص تجلت فقامت باطن الغيب والعلن علوت سنام المجد مذ كنت يافعاً فكيف وقد أحكمت كفك بالرسن وخير حفاظ المرء ما كان حافظاً ضروراتها، فاحفظ -حفظت- بلم ولن توافيك أيام السعود موفقاً إلى الخير محموداً وقاليك ممتهن فما أنت إلا والد في بنوة تبادلك الحب الكريم لدى المحن وإنه ولانقطاع وقع مني ليس بملكي يعرفه من يعرف تلك السنين العجاف، هو أشبه بغياب يوسف عن أبيه يعقوب -عليهما السلام- فقد جاءت هذه القصيدة الرمزية: «وما إلاك يؤتمن» حنت فحن على آثار من ظعنوا شوقاً ولم يثنه بعد ولا شطن فرب باكية والأنس يغمرها وضاحكٍ وجهُه تنتابه الإحن ضوء النهار لدى محزونه سُدف والليل في ناظري مسروره حسن لا أجتويها وإن ذقت الأسى أسفاً أني خذلت ولم أضعف وقد لكنوا خاروا فما خرت إذ ألحوا بلائمتي أني صبرت، وهم عن موقفي جبنوا حبي لها ثابت قرباً ومبتعداً في الخصب والجدب مهما أرجف اللسن وفيت حتى بروحي لا أضن إذا ما ضن في نفسه من هاله الكفن كذاك كنا ونفس الحر صادقة ما هزها ناعب الغربان والرطن ما كنت أرجو على صدقي معاوضة غير الوفاء وما إلاك يؤتمن إليك جاءت صريح الحب يدفعها حباً رسا مثلما يرسو بها حضن يا مقرن الخير يا ابن المرتضى سنناً ساوى بها بين باديها ومن قطنوا كانت شتاتا فلمّ الشمل فاتحدت وخير ما ينبئ المستخبر العلن انظر إليها تجد آياتها عجباً والخير في سوحها مسترسل هتن إن الحياة لتصفو حيثما أمنت فيها النفوس وأهل العدل قد أمنوا يا مقرن المجد والأخلاق أفضلها أضحى إليك بوصف الروح يقترن منا لك الحب لا يجرى على أحد سواك مهما تكنوا فيه أو أذنوا محبة ليس إلا ما خصصت به منها ونفسي لعمري دونك الثمن ما كنت أنساك لا لا لا، ولا أبداً ما دامت الروح فيها يعمر البدن لكنما النفس أضحت في مشاغلة فأشغلتني بما في القلب يحتضن موج أصارعه وجها فيجبهني حيث الصراع وموج نشره أفن حقا لقد عشتها حربا فعشت بها فرداً وقد قامت الغوغاء تطحن تعاورتني سهام قمت أنفحها نفحاً فباء بها ذو الضغن يرتهن وأقذر الحرب ما جاءت مخادعة وقام فيها دعاة الهدم تضطغن حقنت فيها دماءً فا استحل دمي لو استطاعوا له سفكاً لما وهنوا ما قلت إلا سعوا في صرفه كذباً رغم الثبوت وفي تخريجه لحنوا أضحوا كقوم شعيب في سفاهتهم فا استعبدتهم بها الأهواء والفتن تلك الحقيقة إذ أخفوا حقيقة ما يخفى على من تغشى عينه الوسن نصحي لحبي، وعذري أن أبلغت به شأو النصوح ولم أركن كمن ركنوا إليك يا مقرن التفضيل أبعثها فاقبل بها إن أهل الفضل ما غبنوا عذري إليك بما في القلب تحمله عني وأنك في جُل الورى تزن