يعرف الأخطبوط أو بعض أنواعه وهو الحبار في بعض لهجات الخليج بالخثّاق، وليس للفظ الأخطبوط ذكر في معجمات العربية القديمة، ولكن المعجم الوسيط ذكره من غير بيان لأصله، وهذا نصه»حيوان بحري أسطواني الشكل له ثماني أرجل رأسية يضرب به المثل في شدة التشبث بما يمسكه»، والأخطبوط اسم جنس من الرخويات ذو ثماني أرجل، وهو في الإنجليزية octopus واللفظ مأخوذ من الإغريقية(اليونانية) oktopous وتعني (ثماني أرجل) وهو مركب إلصاقي من okto أي (ثمانية) و(pous) أي (رجل). ومن هنا نعلم أن اللفظ دخيل على العربية، وليس من الحكمة الزعم بعربيته بشيء من التحيّز اللغوي، بدعوى ربطه بالفعل (خبط) لما يظهر من سلوكه الذي يظهر فيه وهو يخبط الماء مندفعًا، أو ربطه بالصفة (أخطب) الدالة على الخضرة التي يخالطها السواد، وأن لو فعلنا ذلك لصرنا من جملة من يزعمون أن العربية أصل اللغات كلها؛ ولكن هذا اللفظ الدخيل يمكن أن يدخل في بنية عربية كما دخل من قبلُ (دِرهم)؛ فيكون أخطبوط على بناء (فَعْلَلول) مثل: عَضْرَفوط(1). والهمزة في (أخطبوط) نظير العين (عضرفوط)، قال سيبويه(4: 313) «وأما يستعور(2) فالياء فيه بمنزلة عين عضرفوطٍ، لأن الحروف الزوائد لا تلحق بنات الأربعة أولاً إلا الميم التي في الاسم الذي يكون على فعله، فصار كفعل بنات الثلاثة المزيد»، فكذلك الهمزة من أخطبوط هي فاء الاسم. ويمكن جمعه جمعًا قياسيًّا بالألف والتاء؛ لأنه خماسي على فرض زيادة الواو كما جمع عضرفوط على عضرفوطات يقال في أخطبوط أخطبوطات، ويمكن قياسًا على عضرفوط تكسير أخطبوط، جاء في العين «وتُجمَع عَضافيط وعَضْرَفُوطات»، ويلاحظ أنه حذفت الراء عند التكسير ردًّا للخماسي إلى الرباعي كما يكون في التصغير ولعله أيضًا يجمع على (عضاريف) بحذف الطاء، وعلى هذا يمكن تكسير (أخطبوط) على (أخاطيب) أو أخابيط. وأما التصغير فيمكن قياسه أيضًا على تصغير (عضرفوط)، جاء في الصحاح «وتصغيره عُضَيْرِفٌ وعُضَيْريفٌ»، وأزيد بأنه يمكن أن يصغّر على (عضيفِط وعضيفيط)، وكذلك يمكن أن نصغّر (أخطبوط) على (أُخيطِب/أُخيطيب) أو (أُخيبِط/ أُخيبيط). (1) جاء في معجم العين للخليل «دويبة تسمّى العسودّة بيضاء تشبّه بها أصابع الجواري تكون في الرمل». (2) جاء في معجم لسان العرب لابن منظور «اليَسْتَعُور شجر تصنع منه المساويك، ومساويكه أَشَدُّ المساويك إِنْقاءً للثَّغْرِ وتبييضًا له، ومَنابِتُه بالسَّراةِ، وفيها شيء من مَرارة مع لِين، قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ: أَطَعْتُ الآمِرِينَ بِصَرْمِ سَلْمى فطارُوا في البلادِ اليَسْتَعُور»