سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شركات الاتصالات تروِّج بقوة للهواتف الذكية.. وتضع مستقبلها على المحك «سمارت فون» تُثير القلق على مستقبل شركات القطاع عالمياً.. والطريق ممهَّد لسيطرة شرائح البيانات الذكية محلياً
منذ سنوات قليلة جداً، أثار البعض الحذر حول انتهاء عصر الهواتف الأرضية، نظراً لتوقع سيادة الطلب على الهواتف النقالة والشرائح الذكية.. أيضاً منذ فترات قليلة أثار البعض الآخر القلق على مستقبل خدمات الفاكس، واليوم تجدها انحصرت في أضيق الحدود نتيجة انتشار خدمات البريد الإلكتروني، والتي سهَّلت نقل الملفات والصور والمرفقات بسهولة أكبر ومجاناً.. ويبدو واضحاً الآن انحصار الطلب فعلياً على خدمات الاتصال بالهاتف الثابت، حتى لا تكاد تلمحها سوى بالشركات والأماكن العامة.. بل إننا نتساءل: أين ذهبت كبائن الهاتف التي كانت تملأ الشوارع والمدن السعودية؟.. لقد اختفت بشكل شبه كلي، ولا تزيد نسبة الكبائن الموجودة حالياً عن 5% (تقدير شخصي) من تلك الموجودة من خمس سنوات مثلاً. اليوم يُثار القلق على مستقبل الهواتف النقالة نفسها.. حيث تُثار التكهنات بانتهاء عصرها قريباً في ضوء انتشار الأجهزة الذكية (سمارت فون) التي تُؤدي العديد من الخدمات المجانية في ضوء شرائح النطاق العريض، فالطلب لن يكون سوى على امتلاك الشرائح الذكية للبيانات.. ويُثار التساؤل حول إذا تم الاستغناء عن خدمات الاتصال على شبكات الاتصالات، فهل سيكون بمقدور شركات الاتصالات الاستمرار في السوق اعتماداً على تقديم خدمات النطاق العريض فقط؟ مؤشرات نمو سوق تطبيقات الاتصالات والدردشة للهواتف الذكية عالمياً - وصل عدد مبيعات الهواتف الذكية بالعالم في عام 2012م إلى حوالي 720 مليون جهاز. - ينمو سوق الأجهزة الذكية سنوياً بنسبة 65%، مقابل نسبة 31% للأجهزة العادية. - وصل عدد مبيعات أجهزة الموبايل لسامسونج وحدها خلال الربع الرابع 2012م فقط إلى 107 ملايين جهاز. - يُقدر عدد مشتركي Facebook بنحو 500 مليون مشترك في عام 2013م. - يُقدر عدد مستخدمي جوجل بلس Google + بنحو 100 مليون مستخدم. - يُقدر عدد مرات تحميل تطبيق ChatON خلال عام 2012م إلى حوالي 6 ملايين مرة. انتهاء عصر كبائن الاتصالات منذ 5 سنوات فقط كانت كبائن الاتصالات تملأ كافة الشوارع، وكان الزحام فيها شديداً.. اليوم ورغم التخفيضات المتتالية على خدمات الاتصال الدولي التي تقدمها، حتى وصلت إلى أقل من 40 هللة للدقيقة، إلا أنها انحصرت انحصاراً شديداً لدرجة أن الاستثمار فيها يبدو خاسراً الآن.. وفي اعتقادي أنها ستختفي تماماً خلال فترة قريبة.. فاليوم شرائح الهاتف المتنقل تُباع مجاناً، وتروّج برصيد إضافي وبأسعار مخفضة للأهل والأصدقاء وغيرها.. أما ما هو أهم، فهو انتشار برامج الاتصال (المحلي والدولي) المجانية، فبرامج Viber وTango وSkype وYahoo وFacebook وChatON، وغيرها باتت سهلة التحميل (ومجاناً) وباتت جودة الاتصال بها أعلى عما سبق، وخصوصاً للمكالمات الدولية.. فهي لا تكلف المتصل سوى تكلفة خدمة النطاق العريض أو خدمة الإنترنت. قريباً.. انتهاء عصر الاتصال بالهاتف الثابت تُشير الأشكال المرفقة إلى أن عدد خطوط الهاتف الثابت بالمملكة بلغت حتى نهاية الربع الثالث 2012م حوالي 4.7 مليون خط، مقارنة بنحو 4.1 مليون خط في عام 2008م، أي أنها خلال فترة أربع سنوات لم تنم سوى بنسبة 14.6%، أي بنسبة 3.7% سنوياً، وهي نسبة طفيفة في مجال الاتصالات.. إلا أن هذا النمو في حد ذاته حدث في مجال آخر غير الاتصال الثابت، حيث إن النمو في خدمات الهاتف الثابت أو بالأحرى استمرار الاشتراك فيها نَجم عن الطلب على خدمات النطاق العريض.. والتي نمت من 1.04 مليون اشتراك في 2008م إلى حوالي 2.25 مليون اشتراك في الربع الثالث 2012م.. وعليه، فإذا استبعدنا عدد اشتراكات النطاق العريض من عدد خطوط الهاتف الثابت في الربع الثالث 2012م، سيصل عدد اشتراكات في خطوط الهاتف الثابت (التي هي من أجل خدمة الاتصال الثابت) إلى نحو 2.45 مليون اشتراك فقط.. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن خدمة الاتصال بالهاتف الثابت تراجعت بنسبة تزيد على 26% خلال العقد الأخير، وأنه تقوم استمراريتها في الوقت الحالي على الطلب على خدمات النطاق العريض.. فكل فرد يسأل نفسه الآن: لماذا استخدم الهاتف وتوجد حالياً خدمات اتصال مجانية أكثر سهولة بالصوت والصورة والمرفقات؟.. ثم أيضاً وجود رسوم اشتراك، وارتفاع تعريفة الاتصال الثابت لا تزال العنصر الأهم وراء تقليص استخدام غالبية الأفراد للهاتف الثابت. قريباً.. انتهاء عصر الرسائل النصية باستخدام شبكات الاتصال أيضاً من الخدمات التي ستفقدها شركات الاتصالات الآن هي خدمة الرسائل النصية، والتي كانت تنافس خدمات الهاتف المتنقل نفسها من حيث الإيرادات وكثافتها.. اليوم يستطيع كل فرد إرسال الرسائل النصية في سياق برامج الدردشة بالصوت والصورة والمرفقات بسهولة ومجاناً تماماً، باستخدام برامج المسينجر والشات أون والسكاي بي، وغيرها. قلق حول مصير الاتصالات المتنقلة بالمملكة بلغ إجمالي الاشتراكات في خدمات النطاق العريض عبر شبكات الاتصالات المتنقلة بالمملكة حوالي 11.73 مليون اشتراك بنهاية الربع الثالث من عام 2012م.. وعليه، فإن عدد أجهزة الجوال الذكية بالمملكة يُمكن أن يُقدر الآن بنحو 11.7 مليون جهاز.. هذه الجوالات الذكية الآن تركز على استخدام خدمات البيانات في إجراء الاتصالات المجانية، وأيضاً إرسال الرسائل والقيام بالمحادثة والدردشة مجاناً.. الآن ولو أول مرة ظهر مستخدمون للأجهزة الذكية، يستخدمون فقط شرائح نطاق عريض للبيانات، بدون شرائح اتصال، لأنهم لم يعودوا بحاجة إليها.. ويخشى خلال الفترة القريبة على إيرادات الاتصال النقال وأيضاً إيرادات الرسائل النصية التي ستتراجع لصالح تطبيقات ذكية مجانية.. وتُعتبر خسائر شركات الاتصال في المكالمات الدولية عالية للغاية خلال الفترة الأخيرة.. ولولا العروض والتخفيضات القوية على تعريفة الاتصال الدولي لشهدت شركات الاتصالات مزيداً من الانحدار في إيراداتها. الفيسبوك والفايبر والتانجو والواتس آب.. تقلل فرص استمرار خدمات الاتصال النقال وصل عدد مشتركي السعودية في مواقع التواصل الاجتماعي إلى 4 ملايين مشترك.. كما تشير الإحصاءات إلى عدد مبيعات الأجهزة الذكية بالمملكة خلال الفترة منذ بداية عام 2011م إلى نهاية الربع الثالث 2012م وصل تقريباً إلى 9.03 مليون جهاز سمارت فون (تقدير تجميعي)، وهو رقم يدلل على مدى ضخامة حجم الطلب على الهواتف الذكية بالمملكة، وعلى سرعة الاستغناء عن خدمات الاتصالات والرسائل النصية على شبكات الاتصال النقال العادية، وكذلك على مدى السرعة التي يتحرك بها سوق الاتصالات السعودية في اتجاه التركيز على خدمات النطاق العريض.في اعتقادي - خلال سنوات قريبة - سوف ينحسر سوق الاتصالات النقالة بالمملكة إلى أقصى حد ممكن، بل إن الحاضر يشهد تنافساً قوياً في تقديم خدمات النطاق العريض، بشكل يدعم المزيد من انخفاض أسعارها مستقبلاً.. ويبدو أننا خلال سنوات قريبة سنصبح نعتمد في جوالاتنا على شرائح البيانات الذكية فقط، ولن نكون في حاجة إلى شرائح اتصال.التساؤل الذي يثير نفسه: هل شركات الاتصالات المحلية مؤهلة لهذه المستجدات المثيرة ؟.. وكيف ستستقبل هذه المستجدات بعمالتها الكثيفة حالياً؟.. فالمستقبل يشير إلى عدم الحاجة إلى مراكز اتصال كثيفة، ولا أيضاً إلى عمالة كثيفة ولا إلى أصول رأسمالية بالضخامة الحالية.. فكيف ستتعامل وتتكيف شركات الاتصالات السعودية مع هذا الواقع المختلف؟. - مستشار اقتصادي [email protected]