تابعت تغطية «الجزيرة» لحفل جائزة الفهد لحفظ القرآن الكريم في دورته الرابعة بمحافظة الزلفي، بحضور إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد، وذلك في العدد 14771. وأقول إنه من فضل الله وتوفيقه أن رزق محافظة الزلفي برجال أعمال وفقوا لأداء دورهم الاجتماعي تجاه محافظتهم على الشكل المطلوب، فما دام الحديث في مجال الجوائز، فالأمثلة كثيرة فجائزة الفهد لحفظ القرآن الكريم، وجائزة الفالح للتفوق العلمي، وجائزة الحلافي لحفظ القرآن الكريم، وجائزة نجوم السلام للتفوق الدراسي.. هذا ما يخص الجوائز التي تُقام سنوياً، أما المبرات والتبرعات والوقف والدعم فلا يمكن حصره تماماً، فلله الحمد والمنة أن وفقت الزلفي برجال أعمال يعرفون واجبهم جيداً، ويعرفون أن لهم دوراً اجتماعياً لا بد أن يقوموا به على أكمل وجه. نعود لما بدأنا به (جائزة الفهد لحفظ القرآن الكريم)، تلك الجائزة التي انبرى لها المغفور له - بإذن الله - الشيخ البار بأهله ومحافظته الأستاذ فوزان الفهد - رحمه الله رحمة واسعة -، هذا الشيخ الذي تمتم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة باسم الجائزة التي تخدم القرآن وأهله، جعله الله من أهل القرآن وخاصّته، وجعله من خيار العباد تصديقاً لقول من لا ينطق عن الهوى، إن هو ألا وحي يُوحى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، جعل الله القرآن يا فوزان شفيعاً وقائداً وسائقاً لك إلى جنات النعيم. نادى باسم الجائزة تأكيداً وحرصاً وهو في لحظاته الأخيرة، رغم أنه قد كتب ذلك في وصيته، فقد كان همّه القرآن وخدمته وخدمة أهله، فما أروعها من خاتمة، وما أجزله من عمل، وما أصدقها من نية. هنيئاً له هذه الصدقة الجارية التي لن ينقطع عمله بها - بإذن الله - كما قال عليه الصلاة والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، وذكر منها صدقة جارية وعلم ينتفع به). وهذا هو الفوز الكبير، والفلاح العظيم أن تُوفق لدفع مالك في أوجه الخير، وتجعلها تنفعك في حياتك (سعة في الرزق)، وبعد مماتك (عمل صالح مستمر لك). ختاماً نسأل الله أن يجعل ما قدم الشيخ فوزان وغيره في ميزان حسناتهم، وأن يجزيهم خير الجزاء على ما قدموا لأنفسهم أولاً، ولمحافظتهم ثانياً. خالد سليمان العطا الله - الزلفي