فجر يوم الخميس 21 آذار 1968م بدأت معركة الكرامة الخالدة، عندما تصدت قوات المقاومة الفلسطينيَّة لجيش الحرب الصهيوني الذي اجتاز نهر الأردن بغرض القضاء على المقاومة الفلسطينيَّة، ولكن هيهات... هيهات!!! أمام بسالة المقاومة الفلسطينيَّة من حركة «فتح» وقوات التحرير الشَّعبية وتلاحم الجيش العربي الأردني الباسل في صد العدوان وإلحاق الهزيمة بقواته الغازية، مخلفًا قتلاه وآلياته المعطوبة في أرض المعركة ولأوَّل مرَّة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. فكانت معركة استرداد الكرامة العربيَّة المهدورة في هزيمة حزيران 1967م وعملت على ترسيخ ثقافة المقاومة لدى الفلسطينيين خاصة والعرب عامة، وعُمِدَ احتضان المقاومة الفلسطينيَّة رسميًّا وشعبيًّا فلسطينيًّا وعربيًّا، أعلن الملك حسين بعدها أنّه الفدائي الأول، وقال الرئيس جمال عبد الناصر أيْضًا: (إن حركة «فتح» أنبل ظاهرة أفْرَزتْها الأمة العربيَّة). تصادف الذكرى الخامسة والأربعون لمعركة الكرامة هذا العام أيْضًا يوم الخميس القادم 21 آذار 2013م، وشعبنا يواصل كفاحه الوطني من أجل الحرِّية وإطلاق سراح أسراه من سجون العدو الصهيوني، وإنهاء الاستيطان والاحتلال واستكمال استقلال وبناء الدَّوْلة الفلسطينيَّة وعاصمتها القدس الشريف، التي اعترف بها العالم في يوم 29-11-2012م وأصبحت عضوًا مراقبًا في الأممالمتحدة. إن أبناء المقاومة الفلسطينيَّة الذين لقنوا العدو الصهيوني درس المقاومة الفلسطينيَّة البليغ في يوم الخميس 21 آذار 1968م يوم الكرامة الخالد، عليهم وعلى أبنائهم ومن آمنوا بخط المقاومة أن يؤكِّدوا من جديد في هذه المناسبة العظيمة والذكرى الخالدة لمعركة الكرامة الخامسة والأربعين أنهَّم على العهد باقون في طريق المقاومة والتحرير حتَّى تتحقق أهداف الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدَّوْلة المستقلة، ولا بد أن يأتي هذا التأكيد من خلال تنظيم الفعاليات الكفاحية الشَّعبية التي يجب أن تنظم في الوطن، ويجب أن تنظم أيْضًا في كافة أماكن الوجود الفلسطيني في الدول العربيَّة والشتات، للتأكيد على استمرارية روح المقاومة لدى شعبنا الفلسطيني التي بدأتها حركة «فتح»، والتأكيد على استمرار أهدافها الوطنيَّة المشروعة، التي بات العالم أجمع يعترف بها ويتعامل مع مشروعيتها، ويشجب ويدين سياسات الاحتلال الصهيوني القائمة على استمرار العنف والاستيطان واستمرار وتجاهل الشرعيَّة الدوليَّة، وتجاهل أبسط الحقوق الإنسانيَّة والسياسيَّة والقومية لشعبنا الفلسطيني. فلنأخذ من هذه الذكرى محطة كفاحية جديدة، خصوصًا أنَّها تأتي في أتون هبة شعبنا العظيم لتحرير الأسرى، وتترافق مع موعد الزيارة التي يزمع رئيس الولاياتالمتحدة الأمريكيَّة القيام بها إلى فلسطين المُحتلَّة، وسيلتقي خلالها قادة العدو الصهيوني، وسيلتقي القيادة الفلسطينيَّة، فلا بُدَّ من تذكيره أن الشعب الفلسطيني لم يكلّ ولم يملّ من مواصلة طريق الكفاح الشعبي والمقاومة الوطنيَّة بمختلف الوسائل إن اقتضت الحاجة لإرغام العدو الصهيوني وإذعانه لمطالبه الوطنيَّة العادلة، ومطالبة الرئيس الأمريكي بالانتقال بالموقف الأمريكي من موقف الانحياز لصالح العدوان الصهيوني على شعبنا وحقوقه، إلى موقف عادل يَتَّفق مع الشرعيَّة الدوليَّة وضرورة الالتزام بها لوقف العدوان الصهيوني المستمر على شعبنا وحقوقه وإنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينيَّة، وتمكين الشعب الفلسطيني من العودة وتقرير المصير وإقامة الدَّوْلة طبقًا لقرارات الشرعيَّة الدوليَّة، حتَّى يستعاد الأمن والسَّلام في المنطقة العربيَّة، وإلا ستبقى المنطقة عرضة للانفجار في كلِّ لحظة وتنذر باستمرار دوامة العنف والدَّمار لِكُلِّ شعوب المنطقة. فلتكن الذكرى الخامسة والأربعون لمعركة الكرامة هذا العام ذكرى تجديد روح المقاومة والنضال والكفاح الشعبي والوطني لدى شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن وجوده حتَّى ينال حقوقه المشروعة في وطنه فلسطين، يرونها بعيدة ونراها قريبة وإننا لصادقون. E-mail:[email protected] عضو المجلس الوطني الفلسطيني - الرياض