لقد تعوّد أبناء المملكة أن يكفكفوا دموعهم ويرتفعوا فوق أحزانهم، بإيمان عميق بقضاء الله وقدره، ثم انطلاقاً مما تعوّدوا عليه في قدرة هذا الوطن على العطاء المتجدّد، الذي يخفّف الأحزان ويسمو فوقها، ويتطلع دائماً إلى المستقبل بكل ثقة وأمان، في هذا العهد الميمون الذي يقود مسيرة الوطن فيه قيادة واعية، واثقة في ربها متمسكة بعقيدتها، حريصة على خدمة دينها وأمتها ووطنها، وهذه هي الرياض العاصمة الغالية، والمنطقة الكبيرة، والرمز الخالد في مسيرة المملكة، ها هي تمسح دموعها وتتطلع نحن مستقبلها مع صدور الأمرين الملكيين الكريمين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائباً له، فقد جاء هذا التعيين يحمل كل معاني العطاء المتجدد الذي تشهده منطقة الرياض، وتعايشه واقعاً ملموساً جميع أنحاء المملكة، بعد أن أصبح الوطن يزهو بقدرات أبنائه وطاقاتهم، ويفخر بخبراتهم في مختلف مجالات الحياة. ولقد جاء تعيين سمو أمير منطقة الرياض وسمو نائبه ليعبِّر بكل وضوح وجلاء أن مسيرة الوطن ترعاها قلوب مؤمنة مخلصة، وعقول مستنيرة واعية، تدرك ما للوطن من آمال، وما لأبنائه من تطلعات، فجاء الاختيار موفقاً كما تعودناه، وها هي كفاءات الانضباط التي تتسم بها المؤسسة العسكرية تنتقل إلى منطقة الرياض، لتتعايش مع طموحات المنطقة الغالية، وتنقل إليها خبرات جديدة حافلة بما يُسمى في المصطلحات العسكرية بالضبط والربط وما نسميه في الإدارة بالالتزام، لتواصل مسيرة العطاء، مع قيادة جديدة متجددة، تبني على ما أرساه أمراء المنطقة الذين توالوا على الرياض بفكرهم وبجهودهم المتواصلة وبعطائهم المتميز، ويضيف القادة الجدد بخبراتهم وتجاربهم ما يسعد المنطقة والمواطنين. فها هو أميرنا الجديد عرفته القوات البرية الملكية السعودية قائداً متميزاً، وصل إلى قيادتها بعد رحلة عمل طويلة، بدأها ضابطاً في كتيبة، فتمرس على فنون القيادة بمراحلها ومستوياتها، وأتقن مهارات الإدارة الفذة عبر تجارب عديدة، عايشها في القوات المسلحة، وصقلتها سلوكياته الإنسانية النبيلة، التي يتحدث بها كل من تعامل مع سموه من القادة والجنود في مختلف مراتبهم. وها هو نائبه قد وصل بخبراته العسكرية في القوات الجوية إلى قائد سرب مقاتل، وهي مرتبة تحمل معاني الكفاءات المتجددة المتطورة. والإدارة الواعية التي تتصف بالقدرة البالغة على اتخاذ القرار الحاسم المناسب وفي الوقت المناسب، وهو يحمل من صفات الشهامة والفروسية ومعاني الإنسانية النبيلة ما جعله سفيراً للشفاعات، فكم حمل شفاعات لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- لأصحاب الدماء فحفظ الدماء، وصان - بفضل الله- النفوس وأزال الضغائن. ومواصفات في القيادة هذا بعض من شأنها في أمير الرياض ونائبه، جعل أبناء المنطقة على ثقة أن العطاء سيظل متجدداً، مما جعلهم يتطلعون إلى المزيد من الإنجازات المتتالية على أرض هذه المنطقة الغالية. وهكذا جاء التعيين الموفّق لأمير الرياض ونائبه، ليؤكّد تلك الأبعاد الفكرية الصائبة والإدارية الفائقة، والنظرة المستقبلية الراجحة لدى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -، انطلاقاً من حرصهم على صالح الوطن والمواطن، واستكمال مسيرة العطاء المتجددة في منطقة الرياض، وسائر مناطق المملكة، فهنيئاً لنا في الرياض أميرنا ونائبه، وحفظ الله لنا قيادتنا ووطننا، وأدام علينا نعمه، إنه سميع مجيب. وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام سابقاً