سؤال أزلي لا يمكن أن ينتهي في جيل أو زمن.. ينطبق على كل شيء نتعامل به.. أو معه ، منتجات كانت.. أو أفراداً ، يتكرر أو يحضر حسب مجال الحديث، وفي عالم الفنون أو الرياضة.. له قدر ومقدار، ولفننا التشكيلي نصيب كبير منه، يطرحه الجميع، منهم من يبحث عن غرض أو حاجة في مجالنا، كالرغبة في اقتناء لوحة أو منحوته، ومنهم من يرغب في إضافة معلومة. وقد يقول قائل: إن الشهرة دليل على الأفضلية، ومع إمكانية قبول الرأي، إلا أن الواقع يدفعنا للتروي وفهم الفارق بينهم. فالشهرة أحيانا لا تعني الأفضل، وفي محيطنا الكثير من الأمثلة، والأفضلية تعود إلى تقييم الفرد للشيء (لولا اختلاف الرأي لبارت السلع)، والتقييم الفردي لا يمكن الاتفاق عليه، لكن تأثير الأكثرية تؤثر على الفرد، وأحيانا كثيرة لا يكون مثل ذلك الاتفاق الجماعي موفقا أو مطابقا للحقيقة، فقد يتراكم ذلك الرأي ويتكاثر عودا إلى من أطلقه، إما دعاية إعلامية أو إعلام اجتماعي (حديث المجالس) وأغلبها يؤخذ أو تتم القناعة به إذا جاء من شخص له تأثيره، إداريا أو اجتماعيا، وهكذا. أعود للفن التشكيلي وللسؤال الذي يطرحه الكثير على شخصي، منهم من يرغب في اقتناء لوحات أو منحوتات لمؤسسته أو منزله ومنهم من يرغب في معرفة حال هذا العالم الإبداعي ويتعرف على الأشهر فيه. والواقع أن الإجابة على مثل هذا السؤال تحتاج إلى معرفتي لحسن ظن صاحبه، فقد يرى في إجابتي عند تحديد الأشهر والتعريف بالأفضل، ما قد يخالف ما يحمله من ظن سابق في شخص بعينه، فيظن أنني أحمل موقفا تجاهه ولذلك لم أعده من المشاهير أو المفضلين (إبداعا). إذا فهناك مشاهير في الفن التشكيلي، لكنهم ليسوا الأفضل، وهناك متميزون لم يحظوا بالشهرة، وبهذا نتفق على أن الشهرة تصبح خارج إطار الأفضلية، كون الكثير منها تكتسب بسبل وطرق لا تحق الحق، إما بمجاملة من صحفي لا علاقة لهم بالفنون، أو من مسئول جاءت إشادته تقديرا للدعوة التي وجهت له لافتتاح معرض فنان (ما)، ومن المؤسف أن نرى اهتماما كبيرا من بعض المعنيين باختيار الأعمال للمشاركة بها خارج الوطن أو ممن يرغبون في تجميل مؤسساتهم يميلون إلى الأشهر إعلاميا والأقدم حضورا، غاضين الطرف عن جيل جديد لديه من القدرات أكثر مما لدى من منحوا شهرة مع ضعف في مستوى إبداعهم. وقد يكون من أسباب تطرقي لهذا الموضوع ما قامت به جهة لها أهميتها وقيمتها ومقامها بتوجيه دعوة عامة لكل الفنانين عبر وسائط تواصل رسمية من بينها جمعية التشكيليين، وذلك لجمع أكبر قدر من صور اللوحات لاختيار ما يناسبها، بعيدا عن الأسماء وما وصفوا به من عبارات الشهرة. [email protected] فنان تشكيلي