يضبط قرابة ألف عنصر أمني من مختلف القطاعات المعنية أمن وهيبة معرض الرياض الدولي للكتاب 2013م بعد أن تناقلت الأوساط الاجتماعية والإعلامية الإلكترونية بيانات الحشد والتأليب من بعض المجموعات الاحتسابية «المتشددة» التي تنشط في كل عام مع قرب انطلاقة المعرض. ويظهر الوجود الأمني المكثف في مختلف أنحاء المعرض بدءاً بانتشار العناصر الأمنية في الطرق المؤدية إلى المعرض وفي المواقف المحيطة به ومروراً بالمواقف الداخلية وانتهاء بالممرات داخل فناء المعرض وبين أروقة أجنحة الدور وفي قاعات الفعاليات الثقافية..فضلاً عن كاميرات المراقبة التي تعم أجزاء المعرض زاوية زاوية.. وتبدأ أولى نقاط احتكاك الزوار بالجهات الأمنية عند بوابات الدخول حيث يخضع الزوار إلى تفتيش آلي دقيق يُمرر من خلاله الزائر عبر أجهزة المسح الضوئي بمساريها الرجالي والنسائي.. يمضي بعدها الزوار في متابعة التسوق الثقافي إلى أن يتم رصد أحدى ممارسات التجاوز ليُقتاد صاحبها مباشرة وفي هدوء تام ودون أن يشعر الزوار بأدنى ملاحظة.. لتستكمل بعدها إجراءات النظامية المتبعة.. ووفق مصادر «الجزيرة» مرت الأيام الماضية دون أي وقوعات تذكر في هذا السياق.. وهنا تستعيد الذاكرة أحداث الشغب والتجاوزات التي رصدتها الصحافة الأعوام الماضية من قبل بعض المحتسبين المتشددين من تجاوزات على الزوار والزائرات والتطاول على مثقفين وإعلاميين ومشاهير ومباشرة سحب الكتب والتعدي على البائعين في بعض الدور.. ما دفع بالجهات الأمنية في حينها وتحديداً في العام المنصرم إلى إحكام القبضة الأمنية في المعرض الأمر الذي أثمر نجاح المعرض وخروجه بصورة ذهنية جديدة ألغت الصورة السابقة المظلمة وهو ما تعزز هذا العام.. من جانبهم.. عبر بعض زوار المعرض عن دهشتهم من الحضور الأمني المكثف واصفين المعرض ب»الثكنة العسكرية» ومتسائلين: هل نحن في معرض كتاب أم في منشأة أمنية؟..وفي المقابل أبدا زوار آخرين ارتياحهم للوجود الأمني داخل المعرض مؤكدين أن وجود الأمن في تظاهرة عالمية بارزة مثل معرض الرياض الدولي للكتاب يعد أمراً طبيعياً بل وحتمياً وذلك لحمايته من أي أعمال تخريبية محتملة لا قدر الله.. بالمقابل يأتي حضور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبر فريق قوامه نحو ستين عضواً يتناوبون الحضور على فترتين تزيد كثافتها في الفترة المسائية وتنهض في أداء عملها من خلال الرفق واللين والتوجيه الهادئ تنفيذاً لتوجيهات معالي الرئيس الشيخ آل الشيخ.. وتعزيزاً للصورة الإيجابية التي ارتسمت عن الهيئة من خلال مشاركاتها في الأعوام السابقة ويؤكد المشرف العام على مشاركة الهيئة بالمعرض الدكتور أحمد السعيد ومساعد المشرف للفترة المسائية الشيخ خالد الحميد على أن أعضاء الهيئة هم من يعلقون بطاقاتهم الرسمية عملاً بتوجيه صارم بهذا الشأن مبينين أن من لا يعلق بطاقة الهيئة فليس من منسوبيها.. ويبرز عبر رصد أعدته «الجزيرة» حول الانطباع العام فيما يتعلق بتعامل أفراد الهيئة داخل المعرض الرضا العام والإشادة العالية بالنهج الذي تتبناه الهيئة في تعاملها مع الزوار بل يظهر أفراد الهيئة في مشاهد متعددة عبر أحاديث ودية باسمة مع مشاهير وإعلاميين ومثقفين مثل الدكتور عبدالله الكعيد والدكتور محمد آل زلفة والأستاذ عبده خال.. وزارة الثقافة والإعلام على لسان مساعد مدير المعرض الأستاذ عبدالله الكناني أكد أن مشاركة الجهات الأمنية والهيئة في المعرض تعد جانباً أساسياً في نجاح المعرض الذي يحظى بالرعاية الملكية الكريمة منذ انطلاقه قبل ثمان أعوام.. ونجاح هذه التظاهرة الوطنية الثقافية العملاقة نجاح للجميع.. شاكراً في هذا السياق الجهات المشاركة في المعرض وعلى رأسها الجهات الأمنية بمختلف فروعها وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.