أزاح معرض الرياض الدولي في دورته الحالية 2012م غشاوة السواد التي لفّت ذاكرة المشهد الثقافي تجاه المعرض في العامين السابقين حول مظاهر التشدد التي شوهت القيمة الحضارية الجمالية لهذه التظاهرة المعرفية والثقافية الوطنية.. وتبرز دقة التنسيق التي أدارتها وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية بالتعاون مع الجهات الرسمية الأخرى مثل الجهات الأمنية بكافة قطاعاتها الأمنية والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. الأمر الذي انعكس بالإيجاب في خلق حالة أمنية عالية شكّلت أجواء ثقافية مجتمعية صحية.. خالية من التشوهات والسلبيات.. وفي هذا السياق تشارك هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يزيد عن خمسين عضواً انخرطوا في دورة تدريبية خاصة قبل أن يشارك في المعرض قدمها الدكتور أحمد السعيد المشرف على مشاركة الهيئة بالمعرض يساعده الأستاذ خالد الحميد.. وقُسّمت فترات عمل الهيئة إلى فترتين تتركز كثافة فرق الهيئة منها في الفترات المسائية.. وتتكون كل فرقة من ثلاثة أفراد تم توزيعها على مربعات محددة على امتداد أرض المعرض.. وتلقى أعضاء الهيئة المشاركون في المعرض توجيهات تتضمن التعامل بالرفق واللين والتسامح مع الزوار والإعلاميين والشخصيات الجماهيرية.. والتأكد على الاكتفاء بالإرشاد والنصح لمرة واحدة وبصوت هادئ ومبتسم يعلوه التسامح والتودد وفق تعاليم الدين الإسلامي السمح.. حيث قوبل حضور الهيئة الإيجابي برضا وإشادة الزوار والجهات المشاركة في التنظيم.. من جانبه عبر الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المشرف العام على المعرض عن سعادته بنجاح المعرض وسيره وفق ما خُطط له معرباً عن شكره الجزيل للجهات المشاركة في التنظيم وعلى رأسها الجهات الأمنية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. من جانب آخر يظهر الوجود الأمني بكثافة عالية ووفق خطة محكمة أدت إلى خروج حفل الافتتاح بنجاح تام على العكس مما حصل في العام المنصرم، حيث شهد تدافعاً وتزاحماً كبيراً أربك جولة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه أثناء افتتاح المعرض.. كما تستمر حالة الضبط الأمني التي وفرتها الجهات الأمنية لليوم الخامس بالمعرض عبر نقاط التفتيش الآلي بمداخل المعرض والتي تنهض عبر طاقم أمني مكثف بقسميه الرجالي والنسائي، حيث يتولى قرابة خمسة عشر عنصر أمني نسائي مهمة تفتيش النساء عبر مدخل خاص وبأجهزة مسح آلي أمنية مستقلة.. إلى جانب التواجد الأمني الكثيف على أرض المعرض وبين أروقة دور النشر المشاركة في المعرض.. كذلك اعرب الناشرون المشاركون بالمعرض من الداخل والخارج عن رضاهم وارتياحهم لما يشهده المعرض في دورته الحالية من أجواء صحية وحضارية وأمنية إيجابية.. مؤكدين على نجاح المعرض وتميزه هذا العام في هذا الجانب على وجه التحديد.. وهو ما أكده عدد من زوار وزائرات المعرض..