واصل الفريق الفتحاوي تقديم الدروس بالمجان بعد الانتصارات المتتالية واقترابه من حسم لقب الدوري قبل ختامه ربَّما بجولتين، وبلوغه حاليًا لرقم نقطي (55 نقطة) لم يصل إليه الكثير من الفرق بدوري الكبار بمسمياته (الممتاز ودوري كأس خادم الحرمين الشريفين والمحترفين وزين)، وبات الفريق الفتحاوي قريبًا جدًا من تحطيم الرقم القياسي في عدد مرَّات الفوز في الدوري قبل نهايته بأربع جولات، وبإمكان الفريق الفتحاوي كذلك بلوغ الرصيد النقطي الأعلى في تاريخ الكرة السعوديَّة، مما يضع أبناء الفتح أمام تحدٍ جديدٍ لفرض كلمتهم ومواصلة تقديم الدروس للكثير من الفرق التي ظلَّت بعيدة جدًا عن أجواء المنافسة على لقب الدوري..الفريق الفتحاوي سجَّل فوزه رقم 17 على الفيصلي في الجولة الماضية رقم 22، وأصبح على بعد فوزين فقط لمعادلة الرقم المسجل باسم الهلال والشباب والأهلي بتحقيقهم لتسعة عشر فوزًا في العامين الماضيين نال على إثرهما الهلال والشباب لقبي الموسمين الماضيين فيما اكتفى الأهلي بوصافة الشباب العام الماضي، وأصبح الفتح أيْضًا على بعد ثلاثة انتصارات من أربع مباريات سيخوضها أمام (هجر والوحدة والأهلي والاتفاق) ليصل للفوز العشرين وهو الرقم الذي سيكون الأعلى تاريخيًا. الموعد الفتحاوي مع الأرقام القياسية سيدخله في موسوعة الأرقام القياسية في تاريخ الدوري باقترابه من الوصول لأعلى رصيد نقطي في حال فوزه في المباريات الأربع القادمة ليضيف 12 نقطة إلى نقاطه ال 55 للوصول إلى النقطة 67 أو بالخروج بعشر نقاط من ثلاث انتصارات وتعادل ليصل للنقطة 65 وليكسر رقم الهلال والشباب اللذين حققا 64 نقطة كأكبر رصيد نقطي حتَّى الآن.ولعل الجوانب الإيجابيَّة لصدارة الفتح واقترابه من حسم لقب الدوري تقدم دروسًا بالمجان يتمثَّل أبرزها في اقتحامه لسجل الأبطال والخروج عن النص في تدوير الأبطال البالغ عددهم 6 أبطال يتقدمهم الهلال بثلاثة عشر لقبًا ويتأخرهم الأهلي والاتفاق بلقبين لِكُلِّ منهما، كما سيكون من الجوانب الإيجابيَّة هي بث روح المنافسة والغيرة الحميدة من الفرق التي ظلَّت بعيدة عن تحقيق لقب الدوري وإيصال رسالة بأن العمل الجادّ بعيد عن التصعيد الإعلامي والضوضاء المفتعلة (كما تفعله بعض الفرق) بالتأكيد سيؤتي ثماره في النهاية وها هو الفتح على بعد خمس نقاط فقط من أصل 12 نقطة من تحقيق اللَّقب بجدارة واستحقاق في السنة الرابعة له بدوري الكبار.الفتح باستحقاقه للَّقب شكّل ضغطًا كبيرًا على الفرق التي ظلَّت بعيدة ردحًا من الزَّمن عن لقب الدوري كالأهلي والنصر والاتفاق، فما عمله الفريق الفتحاوي خلال أربعة مواسم أحبط محاولات كبيرة كان الفريق الأهلاوي يعمل عليها للعودة لبطولة الدوري طوال 29 عامًا متتالية كان آخرها العام الماضي بحلوله ثانيًّا في الترتيب، وكشف أيْضًا كمية العمل غير المرتب للفريق الاتفاقي الذي ابتعد عن لقب الدوري منذ العام 1407 ولم ينافس حتَّى على وصافة الترتيب في السنوات ال26 الماضية، وكذلك بيَّن أن الفريق النصراوي يسير في الطَّريق غير الصحيح للبحث عن لقب الدوري بنظام النقاط طوال 24 عامًا متتالية عقب تحقيقه للَّقب عام 1409 وبعد تحقيق آخر ألقاب الدوري (المربع الذهبي) عام 1415م.وبعيدًا عن جدارة الفتح بلقب الدوري إلا أن ابتعاد عدد من الفرق عن مستواها الحقيقي وبالأخص الاتحاد والأهلي في فترة سابقة وكذلك تراجع مستوى الهلال والشباب وعدم قدرة النصر والاتفاق على المنافسة أعطى الفتح مزيدًا من الثِّقة في ترتيب أموره والتخطيط على خطف لقبه للمرة الأولى في تاريخه. ولكن الغريب أن تصريحات البعْض تلاشت وغابت بتضاؤل فرصة الهلال في تحقيق اللقب، ولم يتم وصف الدوري بالضعيف لقتراب الفتح من تحقيقه، كما تَمَّ وصفه في العام قبل الماضي، الذي تَمَّ تخصيص برامج كثيرة وضيوف أقل ما يقال عنهم (أرجوزات) تطعن في أحقية الهلال باللقب وتصف الدوري بالضعيف نكاية بالهلال عندما كان يحلق بعيدًا عن منافسيه وبفارق كبير جدًا بلغ 13 نقطة عن الوصيف الاتحاد. ولعل صدارة الفتح واقتربه من اللَّقب يواصل كشف حقيقة هؤلاء وبرامجهم وتوجهاتهم..المباركة مستحقة للفتح قبل ختام الدوري الذي حسم الدوري منطقيًا، فألف مبروك لأبناء الفتح وحظًا أوفرًا للفرق التي باتت تشكّل تكملة عدد في جدول الترتيب.