- في الوقت الذي تتجه فيه بوصلة اهتمام وتركيز معظم الأندية المحلية على النشاط الرياضي فقط.. وتتجاهل أهم الأنشطة «الاجتماعية والثقافية» ..ومدى مساهمة تلك الأنشطة الواعية.. في خدمة المجتمع والتفاعل مع همومه وهواجسه وقضاياه المجتمعية وإرهاصاتها.. باعتبار أن الرياضة جزء من الهموم الاجتماعية، ولا يمكن فصلها عن القضايا الأخرى، سجل النادي العاصمي الكبير (الهلال) خطوة رائدة ومبادرة نوعية غير مسبوقة في تاريخ الرياضة السعودية تصب في خدمة المجتمع، عندما وقّع مع جامعة الملك سعود اتفاقية عقد إنشاء كرسي الهلال لأبحاث التطوير الرياضي لمدة ثلاث سنوات.. ضمن إطار تفعيلة واهتمامه برسالته العلمية ورؤيته الثقافية.. وأهدافه المجتمعية.. يأخذ هذا الكرسي العلمي( الوليد) على عاتقة الاهتمام بتطوير العمل الرياضي ومكوناته (اللاعبين، والمدربين) وفق أسسه العلمية ومنهجيته الرصينة وأساليبه المتبعة واتجاهاته العصرية، فضلا عن تناول قضايا مجتمعية هامة مثل قضايا التعصب الرياضي، وتشكيل الوعي الرياضي ودور ثقافته في التطور الرياضي وانعكاسه على التنشئة الرياضية ..الخ. - المبادرة الهلالية.. في مضمار العلمية الرياضية - الأولى من نوعها في مجتمعنا الرياضي- لم تكن مستغربة ضمن اهتمام النادي العاصمي بمسئوليته الاجتماعية وتفعيل أنشطته الثقافية والاجتماعية..فبعد ان أسس الهلال إدارة تعني» بالمسئولية الاجتماعية» وهو- بالمناسبة- أول ناد يصافح لقب الأسبقية.. باستحداث إدارة المسئولية الاجتماعية داخل أروقته ويخصص نسبة من استثماراته وعوائده وأرباحه السنوية دعما للأعمال الخيرية والمبادرات التطوعية والمشروعات الإنسانية.. في الوقت الذي نجد العمل بمفهوم وثقافة المسئولية الاجتماعية في مجتمعنا الرياضي مازال-مع الأسف- بعيدا كل البعد عن التطبيق الجدّي والممارسة الأخلاقية والتفاعل السوسيولوجي.. تجاه دعم القضايا الإنسانية والهموم المجتمعية.. واصل (زعيم العلم الرياضي) بقيم إدارته ووعيها التنظيمي.. مبادراته المجتمعية.. وهرولته السوسيولوجية في ميدان خدمة المجتمع بلياقة وثقافة «البحث العلمي الرياضي» الذي تأخر تواجده وحضوره في مجتمعنا الرياضي.. والتعامل مع اداواته العلمية في تشخيص( أمراض) -الكرة السعودية- وإخضاعها بكامل إسقامها وعللها ومشكلاتها في قالبه الرصين، وتحديد مكامن الخلل، وإيجاد الحلول العلمية التي تكفل في ضبط توازن قوى التفوق الرياضي، بعد كارثة التراجع (المخجل) في التصنيف العالمي وتجاوزنا خط المائة في أسوأ ترتيب يصافح الكرة السعودية في تاريخها، ويكشف في الوقت ذاته عمق أزمتنا الحقيقية المتمثلة في غياب الحلول العلمية والرؤية الإستراتيجية والقراءة الاستشرافية التي تنطلق من قاعدة الأبحاث العلمية الرياضية. - كنا نتمنى لو كانت هناك مبادرة مماثلة.. من الاتحاد السعودي لكرة القدم، أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب كجهة رسمية ومسئولة عن الرياضة في تبني كراسي بحثية وتوسيع دائرة التفاعل العلمي.. سواء مع صروحنا الأكاديمية، او حتى مع المعاهد العالمية المتخصص في البحث العلمي الرياضي .. تأخذ على عاتقها دراسة تطوير الأداء الرياضي، وتنمية المهارات النفسية والسلوكية.. وصحة الرياضيين، والقضايا الرياضية المجتمعية مثل قضية التعصب الرياضي. ودور الإعلام الرياضي في تشكيل الوعي الرياضي.. الخ، كما فعل الهلاليون بمبادرتهم العلمية..اذ لم يعد مقبولا ونحن في حقبة العولمة الرياضية العلمية.. تطوير قطاع الرياضة والشباب وتحديد أفاقه المستقبلية وصناعة العمل الاحترافي بمفهومه العلمي.. دون الاعتماد على ذراع التنمية» البحث العلمي» ومعطياته، خصوصا وان الأبحاث العلمية اصبحت ركنا أساسيا وخيارا استراتجيا ومطلبا ملحا.. في رسم ملامح التفوق الرياضي.. واختصار زمن الإصلاح ومسافة النجاح. Twitter@kaldous1