كان هناك رجل عجوز ظل يسافر في أرجاء الهند حتى وصل إلى قرية صغيرة. كان الرجل يحتاج إلى طعام وشراب، فاقترب من أحد الأكواخ ثم طرق الباب, فتح صاحب الدار الباب فقال له الرجل العجوز: «لقد ظللت أسافر لأيام عديدة، فهل يمكن أن تعطني بعض الماء والطعام؟». نظر صاحب الكوخ إلى الرجل العجوز في ثيابه الرثة وقال: «ليس لدي ما أستغني عنه. فرحل لحال سبيله». طرق العجوز باب الكوخ الثاني وطلب ماءً وطعاماً، ولكن مرة أخرى رد صاحب الكوخ الباب في وجه, بعد ذلك، طرق الرجل باب الكوخ الثالث. فتحت الباب امرأة، ورأى الرجل العجوز أطفالها يلعبون بالداخل. طلب الرجل من المرأة أن تعطيه بعض الطعام والشراب، ولكنها ردت عليه قائلة: «كيف أطعمك وأنا بالكاد أستطيع إطعام أطفالي؟». رأى الرجل العجوز أن المرأة تريد أن تساعده بالفعل وأن لها قلباً طيباً. عندها سألها الرجل: «هل لديك إناء للطبخ؟». ردت المرأة: «بالطبع لدي». قال الرجل العجوز: «حسناً، لدي في جيبي... حجر سحري. إذا ملأت إناء الطبخ ماءً وألقيت فيه الحجر السحري، فإننا نستطيع أن نصنع حساءً سحرياً «, لم تشعر المرأة بالطمأنينة تجاه ما يقوله الرجل العجوز، ولكنها قررت أن تفعل ما يطلبه. دخلت المرأة والرجل إلى الفناء الخلفي للكوخ ووضعا الإناء فوق النار. عندها دس الرجل العجوز يده في جيبه وأخرج الحجر السحري وألقاه في الإناء. هبط الحجر إلى قاع الإناء. أخذ الرجل الملعقة الخشبية وتذوق الحساء. نظر الرجل إلى المرأة وقال لها: « إن طعم الحساء جيد ولكنه يحتاج إلى شيء آخر. هل لديك جزر؟». كان لدى المرأة بضع جزرات، فذهبت وأحضرتها وأضافتها إلى الحساء، بدأ الرجل العجوز يتذوق الحساء مرة أخرى، ولكنه لم تعجب به وقال: «هل لديك أي بطاطس؟» نظرت المرأة إلى الرجل العجوز وقالت له: «إنني لم أرَ البطاطس لأسابيع طويلة؟». في ذلك الوقت، كان بعض أن القرية قد سمعوا بحكاية الرجل العجوز وتجمعوا ليعرفوا ما يحدث. عندها قالت إحدى النسوة: «أنا لدي بطاطس»، وذهبت وأحضرت بعض حبات من كوخها وأضافتها إلى الإناء. تذوق الرجل العجوز الحساء مرة أخرى ولكنه لم يرضَ عن طعمه بعد: «إنه لا يزال بحاجة إلى بعض.. البصل». عندها تطوع واحدة من أهل القرية وأحضرت البصل ووضعه في الإناء استمر الأمر على هذا المنوال لبعض الوقت وظل كل واحد من أهل القرية يضيف شيئاً جديداً إلى الحساء, وأخيراً، تذوق الرجل العجوز الحساء وابتسم وقال إنه أصبح رائعاً. غمس الرجل الملعقة الخشبية في الإناء وأعطاها للمرأة التي ساعدته أولاً. وتذوقت المرأة الحساء وقالت إنه رائع بالفعل، ثم مررت الملعقة إلى أهل القرية المتجمعين حولها وبدأ الجميع يستمتعون بالحساء, عندها استدارت المرأة إلى العجوز لتشكره، ولكنها وجدت أنه.. اختفى! في هذا اليوم، تعلم أهل القرية درساً مهماً للغاية. فقد تعلموا أنه رغم كل شخص منهم كان يعاني على حدة من أجل توفير الطعام والشراب لأبنائه، فإنهم عندما وحدوا جهودهم ومواردهم، فإن كل واحد مهم استفاد. «التوجه العقلي للشخص يحدد نوعية ما يمكن أن ينجزه».