صدر عن دار جداول للنشر والترجمة في بيروت كتاب «الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة» ل(هيوارث دنْ).. ويعتبر هذا الكتاب هو أول دراسة غربية عن حركة الإخوان المسلمين، وقد كتبه قبل أكثر من خمسين عاماً، ولم يترجم طيلة هذه المدة، وتنشر دار جداول أول ترجمة له. وقد ترجمه ونقله إلى العربية المترجم أحمد الشنبري. وقد علّق عليه وقدّم له بمقدمة ضافية الباحث علي العميم، تناول الكتاب والمؤلف. يقول علي العميم من مقدمته: هذا الكتاب، المكتوب باللغة الإنكليزية، كان أول دراسة عن حركة الإخوان المسلمين. وما يميّزه عمّا سواه من الدراسات العربية والأجنبية أن مؤلفه كان معايشاً ومراقباً لهم عن كثب في طور تكوينهم وفي طور صعودهم. وأنه تعرض لجوانب في تاريخ حسن البنا والإخوان المسلمين لم تتطرق لها حتى الدراسات المتأخرة. هذا الكتاب برغم قِدمه لم يشخ ولم يهرم.. فهو في حاليته (أو راهنيته) يُنافس كل ما كُتب عن الإخوان المسلمين باللغة العربية وباللغات الأجنبية إلى يومنا هذا. وكل ما كُتب بعده لا يُغني عن قراءته، فهو عمدة ما كُتب عن الإخوان. لم يرض الإخوان المسلمون عن الكتاب، لأنه قدّم تاريخاً واقعياً لحسن البنا ولحركتهم، فعتّموا عليه. وكان مما أزعجهم فيه قول مؤلفه عن إمامهم الذي عرفه عن قُرب: «كان حسن البنا إنساناً غيوراً، فلم يستسغ منافسة سيد قطب له في مجال الإصلاحات الاجتماعية على أُسس إسلامية. كان يريد أن يكون هو (الحبْر الأعظم)، وأن لا يكون ثمة (مسيلمة) آخر في مصر.. نجد في أساليبه ما يذكرنا بغيبيات الإسماعيلية، فقد كان عارفاً بالمبادئ التعليمية لإخوان الصفا. وقد اجتهد في تقليد بعض أعمالهم في رسائله، بيد أن المعايير الفلسفية لهاتين الحركتين أعلى بكثير من أي شيء أنجزه الإخوان المسلمون.. وقد تكون روح الإخوان أقرب إلى روح الخوارج منها إلى أي حركة أخرى في الإسلام.. كانت مشيته غريبة وتنبئ دائماً أنه على عجل، للذهاب إلى مكان ما أو الهروب من شخص ما.. ومع أنه كان يرتدي ملابس أوروبية الطراز، وأحياناً فوقها عباءة صوفية خشنة، إلا أنه قد يبدو مرتاحاً لو لبس الأثواب التقليدية الفضفاضة التي يلبسها أولئك الذين من طبقته والتي كانت ستلائم طريقة حياته ودعوته».