مع اقتراب المرحلة التاريخية الثانية على صعيد الاتحادات الرياضية السعودية المتمثلة بإجراء الانتخابات التي انطلقت بالعملية الانتخابية للاتحاد السعودي لكرة القدم، يبدو أن هناك حراكاً متسارعاً للإعداد لهذه الخطوة التكميلية المهمة في مسيرة الرياضة السعودية من خلال الإعداد والترتيب لانطلاق الانتخابات المتوقعة خلال شهرين من الآن، خاصة أن الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية قد ترأس قبل أيام الاجتماع التاسع للجمعية العمومية للجنة الأولمبية بحضور جميع الأعضاء، حيث علق سموه على نتائج الاجتماع بالقول: بخصوص النسبة الانتخابية لكل اتحاد فقد أقر أعضاء الجمعية استمرار أغلب الاتحادات بنفس النسبة للدورة السابقة وهي 50% على أن يسعوا بكل جهد خلال الشهرين المقبلين أن يكون هناك عدد من الاتحادات منتخبة بالنسبة الكاملة. وقدم سموه شكره لجميع رؤساء الاتحادات الرياضة وجميع الرياضيين عموماً على الجهد الذي يبذلونه وقال: معرفة المشكلة والعلة هي نصف العلاج والحمد لله الجميع تصارح خلال الاجتماع بوضوح وشفافية وتحدثنا عن العجز أين هو وما هي أخطاؤنا وما هي الأمور التي تحتاج تطوير وناقشناها بكل وضوح وشفافية، وأنا متفائل أن الخطوات المقبلة ستكون أفضل على كل المستويات. ومن هنا فإن (الجزيرة) وفي محاولة لمواكبة هذه المرحلة الحاسمة والمنتظرة تفتح ملفات مهمة وتسلط الأضواء على جوانب مما يدور حالياً داخل أروقة الاتحاد السعودي للجودو والتايكوندو، وكشف الأسباب الحقيقية وراء بعض مواطن القصور التي تم رصدها سابقاً على صعيد العمل في هذا الاتحاد ضمن إطار «معرفة المشكلة والعلة» التي تحدث عنها سموه. حيث تم التواصل مع رئيس الاتحاد السعودي للجودو والتايكوندو الدكتور هاني نجم الذي وافق في البداية على استضافة (الجزيرة) له والتحدث وتفنيد كل ما يدور وتوضيح كل الأمور والمحاور المهمة التي رصدناها، خاصة أن هناك من تحدث عن أمور خطيرة بأن مجلس إدارة الاتحاد يعد في حكم (المنحل) وان قراراته غير سارية بسبب أن اللائحة الموحدة للاتحادات الرياضية تنص على أنه لابد من عقد عدد 12 اجتماعا لمجلس إدارة الاتحاد بالسنة على الأكثر وألا تقل عن اجتماع واحد كل ثلاثة أشهر، وهو ما لم حدث في اتحاد الجودو والتايكوندو حسب مصادر الجزيرة..! لكن الدكتور نجم أبقى الأمر معلقاً لأكثر من ثلاثة أسابيع على الرغم من أننا ومن مبدأ التعاون للوقوف على مواطن القصور لمعالجتها قد زودنا الدكتور بأهم المحاور بناء على طلبه قبل اللقاء، لكن يبدو أن مشاغل الدكتور وارتباطاته المتعددة حالت دون أن يتجاوب معنا خلال هذه الفترة، ولعل أن تكون هناك فرصة سانحة للقاء موسع معه لتوضيح الكثير من الخفايا خاصة بعد إقرار اللائحة الجديدة..! الوضع القانوني للاتحاد وموقف الرئاسة من عدم عقد اجتماعات..! كثر الحديث عن مدى قانونية الاتحاد السعودي للجودو والتايكوندو خاصة أن اللائحة الموحدة للاتحادات الرياضية تنص على أنه لابد من عقد عدد 12 اجتماعا لمجلس إدارة الاتحاد بالسنة وألا تقل عن اجتماع واحد كل ثلاثة أشهر..!! لكن حسب تصريحات لعدد من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي للجودو والتايكوندو ل(الجزيرة) فإنه لم يتم عقد سوى اجتماعين فقط..! حيث تم تكليف الدكتور هاني نجم برئاسة الاتحاد السعودي للجودو والتايكوندو بعد إعفاء الرئيس السابق أحمد مفرح، فكان أول اجتماع لمجلس إدارة الاتحاد الجديد قد عقد بتاريخ 28/5/1432ه فيما عقد الاجتماع الثاني بتاريخ 23/6/1433 أي بعد أكثر من عام..!! وفي هذه الحالة وحسب اللائحة الموحدة «المادة (18): أ - يجتمع مجلس الإدارة عادياً مرة واحدة على الأقل كل ثلاثة أشهر في مقر الاتحاد ويجوز له الاجتماع خارج مقره كلما لزم الأمر ويجتمع اجتماعاً غير عادي في أي وقت بناءً على دعوة من الرئيس أو بناءً على طلب ثلث الأعضاء على الأقل»..! فإن وضع الاتحاد خلال الفترة الحالية والماضية غير واضح قانونيا حسب المادة (20): إذا تغيب عضو مجلس الإدارة ثلاثة اجتماعات متتالية من دون عذر أو ستة اجتماعات متفرقة اعتبر العضو مستقيلاً حكماً فترة المجلس..! استناداً الى تصريحات وتأكيدات أعضاء في مجلس الإدارة بعدم حضورهم لاجتماعات باستثناء اجتماعين..! أعضاء في الاتحاد ل(الجزيرة): نحن آخر من يعلم ماذا يدور داخل الاتحاد..! وفي هذا الإطار قال عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي للجودو والتايكوندو الأستاذ سعد الصعب في تصريحات للجزيرة: طلبنا عقد اجتماع سواء بالاتصال على الأمين العام للاتحاد أو بالطلب الرسمي لكن دون جدوى..! وزاد الصعب بالقول: أمور الاتحاد لا نعلم عنها أي شيء والأمور المالية كذلك..! من جانبه أيضاً قال عضو الاتحاد السعودي للجودو والتايكوندو الأستاذ ممدوح نمر في تصريح للجزيرة: خلال أكثر من سنة وعشرة أشهر لم يتم عقد اجتماعات لمجلس الإدارة سوى مرتين..! إضافة إلى تساؤلات مهمة طرحها (نمر) حول كيفية تسيير أمور الاتحاد المالية في ظل عدم عقد اجتماعات للاتحاد..! أيضا أدلى عضو الاتحاد السعودي للجودو والتايكوندو حسين القحطاني للجزيرة بحديث أكثر قوة حين قال: أؤكد لكم انه منذ حوالي سنة لم يتم عقد سوى اجتماعين أحدهما اضطراري بناء على طلب من الأمير نواف بن فيصل لأمر معين..! وحقيقة أن الاهتمام باللعبة ضعيف جدا ومن المفترض فصل لعبة الجودو عن التايكوندو حتى تجد الاهتمام اللازم.. كما أؤكد لكم أنني لا اعلم أي شيء عما يدور داخل الاتحاد سواءً قرارات إدارية أو مالية أو قرارات متخذة أو أي شيء يخص برمجة الألعاب والبطولات, فنحن مغيبون تماما عما يدور..! ولك أن تتخيل أنني اعرف مصادفة من بعض الزملاء المهتمين باللعبة عما يحدث في الاتحاد الذي أنا عضو مجلس إدارة فيه..! لدرجة أن بعض القرارات داخل الاتحاد يعرفها اللاعبون قبل أن يعرفها الأعضاء، فنحن حقيقة آخر من يعلم..! وتطرق القحطاني لأمر لا يقل أهمية عما سبقه حين أكد أن رئيس اتحاد التايكوندو المصري ، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية المصرية «أحمد الفولي» قد فاز بمنصب رئيس الاتحاد العربي للتايكوندو بالتزكية، للمرة الثانية على التوالي، وذلك لعدم تقدم أحد للترشيح على منصب الرئيس دون أن يكون هناك أي وجود سعودي في الحدث..! الرئاسة العامة غائبة عما يدور..! والسؤال الأكثر أهمية يدور حول محاضر الاجتماعات التي من المفترض أنها ترفع للرئاسة العامة لرعاية الشباب بشكل دوري ومفصل، حيث تنص اللائحة «يجب تزويد الجهة المختصة بالرئاسة واللجنة الأولمبية بنسخة من محضر الاجتماع خلال 15 يوماً من تاريخ الاجتماع»، وفي ظل الوضع القائم لماذا لم يكن هناك ردة فعل من قبل الرئاسة العامة إزاء عدم عقد اجتماعات دورية..؟! وكانت مصادر ل(الجزيرة) داخل الاتحاد قد كشفت في وقت سابق أن ميزانية الاتحاد السعودي للجودو والتايكوندو في العام الواحد تبلغ مليون ومائتين ألف ريال موزعة مناصفة على اللعبتين وأن هناك مطالبات وتوصيات خبراء في اللعبة بأهمية فصل لعبة الجودو عن والتايكوندو، فمن المجحف بحق لعبتين أولمبيتين أن تكونا في اتحاد واحد، فهناك دول أقل إمكانات كاليمن مثلا لكل لعبة اتحاد منفصل..! ومطالبات الفصل تستند الى أسباب مهمة جدا منها تطوير الرياضة خاصة الألعاب الأولمبية في المملكة التي من أهمها لعبتي الجودو والتايكوندو، حيث يساعد - حسب توصيات خبراء في اللعبتين - على توحيد جهود كل اتحاد على نشر اللعبة وتطويرها ودعم الخطط الرامية للدفع بها للتطور خاصة أنها تعد من الألعاب التي (تجلب الذهب) في أي مشاركة دولية باسم الوطن إضافة إلى تطوير الحكام والمدربين الوطنيين..! هذا وألقت الأوضاع المتردية داخل الاتحاد السعودي للجودو والتايكوندو بظلالها على المنتخبات الوطنية واستعداداتها بل مشاركاتها الخارجية حين تعذرت مشاركة المنتخبات السعودية للجودو في البطولات المؤهلة لنهائيات الألعاب الأولمبية في البرازيل عام 2016 مثل بطولة أبو ظبي الكبرى للجودو grand prix وهي البطولات التي يتم عن طريقها تجميع النقاط المؤهلة لنهائيات البرازيل..! كما يظهر أن المنتخب السعودي أيضاً لم يشارك في بطولة العالم للفرق التي أقيمت في تركيا أواخر الشهر الماضي..! وان استمرت الأوضاع تسير بهذا الشكل فإن مشاركات مهمة للمنتخبات الوطنية للعبة الجودو ستتوقف تماما، لعل أبرزها بطولة العالم للعبة الجودو عام 2014 التي ستستضيفها مدينة تشيليابينسك الروسية وبعد أن وقع رئيس الاتحاد الدولي للجودو ماريوس فايزر اتفاقية تعاون مع الجهات الروسية المختصة لتنظيم البطولة..! المعمر ل(الجزيرة): الاتحاد غير نظامي والعمل يتم وفق اجتهادات شخصية..! وقد علق رئيس اللجنة الفنية بالاتحاد السعودي للجودو معمر المعمر على كل هذه المحاور من خلال تصريح للجزيرة، مبينا أن مسألة الطلب بفصل لعبة الجودو عن التايكوندو قد تم رفعها منذ حوالي سنة من الآن بتوقيع رئيس الاتحاد الدكتور هاني نجم تضمن طلب الفصل والمبررات والتوصيات لهذا الطلب خاصة في ظل الإمكانات الضعيفة جدا للاتحاد السعودي للجودو والتايكوندو بعد النتائج المخيبة التي ظهرت في الألعاب الأولمبية بمدينة غوانزو الصينية.. وقال أيضا: إذا كانت اللجنة الأولمبية السعودية فعلا ترغب في معرفة تأثير فصل اللعبتين فلتنظر للاتحادات المشتركة والمفصولة والنتائج التي تحققها كاتحاد ألعاب القوى واليد مثلا، خاصة أن الجودو من الألعاب التي تحقق النتائج القوية وتجلب الذهب. وأعلن المعمر بشكل واضح في تصريحه للجزيرة أنه لا يوجد أي خطط منظمة للعبة داخل الاتحاد حين قال: أعلنها لكم أي إنجاز تحققه لعبة الجودو حالياً ومن واقع خبرتي لأكثر من ثلاثين سنة في هذه اللعبة انه يحدث نتيجة اجتهادات أشخاص وليس نتيجة عمل مجموعة وفق خطة عمل من قبل الاتحاد..! ومضى المعمر في تصريحاته القوية للجزيرة بالقول: نعم لم يتم عقد سوى اجتماعين وحسب اللائحة فإن الاتحاد يعتبر بحكم المنحل وقراراته غير سارية ولكن الحمد لله العمل (ماشي) وفق اجتهادات شخصية..! وحول محاضر الاجتماعات التي لم تتم ولم يتم السؤال عنها من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب ذكر المعمر أن من يسأل عن ذلك هي أمانة اتحاد الجودو بحكم الاختصاص.. ماذا سيفعل اتحاد ميزانيته 600 ألف ريال..؟ وتطرق الى المشكلات التي تعترض مشاركات المنتخبات السعودية للجودو في البطولات القارية والعالمية مما يهدد الوجود السعودي في هذه اللعبة بأولمبياد البرازيل حين قال: بعد نهاية أولمبياد لندن مباشرة وضعنا خطة ولكن بسبب عملية إعادة تشكيل الاتحادات الرياضية والإعداد للانتخابات لم يتم العمل بها..! ونحن كجودو تمت الموافقة على البرنامج كامل ولكن بسبب ضعف النواحي المالية لم يشارك المنتخب في بطولة أبو ظبي لأنه لم يكن هناك ميزانية..! وعموما لا خطورة الآن في ذلك ولكن بدءاً من شهر أبريل القادم لابد من المشاركة في بطولة آسيا، حيث إنه في حال عدم المشاركة سيكون الوضع صعب جداً، فنظام الاتحاد الدولي للجودو في مسألة تجميع النقاط بأن يأخذ أفضل خمس نتائج للمنتخب خلال مشاركاته في البطولات القارية والعالمية على الرغم من انه كان من الأفضل المشاركة بالبطولة منذ نهاية السنة الماضية ولكن أمام ميزانية اتحاد تبلغ ستمائة ألف ريال ماذا ستفعل وكيف تتصرف..؟! وعموماً فإن البطولات التي لم نشارك بها في الفترة الماضية نعتبرها مشاركة بالفريق الرديف أو الفريق الذي يتم إعداده لأولمبياد البرازيل..! وأثنى المعمر على العمل المميز الذي قامت به لجنة التأهيل لأولمبياد لندن حين رصدت مبلغ يقارب الستمائة ألف ريال لإعداد فريق الجودو المشارك، حيث تم عمل معسكرات ولعب مباريات إعدادية، وهنا أود أن اشكرهم وأثمن العمل الذي قاموا به والعمل والدعم المادي والمعنوي الذي قدموه برئاسة الدكتور إبراهيم القناص وأعضاء اللجنة حقيقة يستحق الشكر والتقدير كما أطالب اللجنة الأولمبية السعودية بتشكيل لجنة أيضاً للإعداد والتأهيل للمشاركة في أولمبياد البرازيل من الآن.. مشاركة المنتخب في بطولة آسيا مهددة..! وتطرق المعمر في تصريحه ل(الجزيرة) إلى أمر مهم جدا حول بطولة آسيا القادمة حين قال: البطولة ستقام في تايلند ولا أعرف ما هي الظروف السياسية التي ستحكمك في هذه المشاركة..! وبدءاً منها سيتم تجميع النقاط..!