لم يأت الهلال بجديد وهو يكرر منجزاته الخالدة ويمارس هويته المفضلة, ويدغدغ شرايين ألقابه, ويصافح كأسه الذهبية المعتادة بفوزه مؤخراً بكأس ولي العهد للمرة السادسة على التوالي، بعد انتصاره المستحق على غريمه التقليدي فريق النصر.. العائد بثوب تنافسي (جديد) لساحة الذهب، وظهوره هذا الموسم بشكل مختلف (فنياً وعناصريا)ً ينبئ بعودة الأمجاد النصراوية الغابرة. فوزالفريق الهلالي باللقب للمرة ال12 في تاريخه.. الحافل بالمنجزات الذهبية، والألقاب الخالدة.. يؤكد علاقة النادي (الخمسيني) مع هذه الكأس الغالية ..علاقة تحولت بفعل لغة الاحتكار والزيارات التاريخية إلى منصات التتويج.. ثقافة متأصلة ومفّصلة في الوجدان الأزرق ..فالشواهد التاريخية والمعطيات الذهبية تؤكد أن -زعيم الأندية - ولد عاشقاً للتحدي.. لا يعرف دروب اليأس والقنوط والإحباط.. فقد نال أول لقب في تاريخه كأس الملك عام 1381ه بهاتريك مهاجمه الراحل رجب خميس-رحمه الله- بعد فوزه على الوحدة 3-2, وعمره التأسيسي لم يتجاوز 4 أعوام فقط..!! وجمع المجدين( كأسي الملك وولي العهد) عام 1384ه وهو يرتع في عامه السابع..!!, جيل ذهبي رفع أول كأس ولي العهد في تاريخ البيت الهلالي قبل نصف قرن من الزمن في ملعب الصبان بجدة.. جيل الأسطورة مبارك العبد الكريم وحارس الكاسين عبد الله سوا-رحمه الله - وسلطان مناحي-شفاه الله - وحميد الجمعان وسعيد بن يحيى وكريم المسفر وسالم إسماعيل وسلطان الراجح وزين العابدين وسليمان مطر (الكبش).. نجوم عمالقة في الخارطة الهلالية وضعت «بذرة» المجد الأزرق الأولى في بستان الفلاح والنجاح.. فتوارث الأجيال من بعدهم (ثقافة الانتصار), وصافحت الألقاب الذهبية.. جيل يأتي وجيل يروح, و(الزعيم) بنشوته ووثبته وهيمنته ..يتبّسم ضاحكاً ..مغرداً خارج السرب بمنجزاته الخالدة التي ضربت رقماً قياسياً وصل (54) بطولة.. فرددت جماهيره ..بطولة.. يابطولة والهلال من يطوله..!! رحم الله رائد الحركة الرياضية الشيخ عبدالرحمن بن سعيد.. الذي أقام البناء الهلالي وشيد صرحه العملاق طوبة طوبة.. على أرضية صلبة، ومنهجية واعية ..رسمت ملامح (البطل) منذ الوهلة الأولى من قيامه وتأسيسه.. مدعّمة بفكر إداري راسخ, وتضامن شرفي نموذجي, وعمل ديناميكي متوارث .., وتفاعل كيميائي جماعي ..عنوانه القيم الإدارية والوعي التنظيمي واحترام المنافسة, والعمل بهدوء وبصمت ..والصمت أقوي لغات العالم تأثيراً وإنتاجاً. وزعامة في علم الاتصال والسلوك الإنساني.