ما يحصل في المعتقلات الإسرائيلية والذي يعرفه القاصي والداني بعد أن كشفت عنه حتى المصادر الإسرائيلية، لا يُمكن السكوت عليه، ولا السكوت على الإهمال والصمت الدولي المُريب. الإسرائيليون يعتقلون الفلسطينيين لأتفه الأسباب، ويُطبقون نظاماً عقابياً لا يستعمله أحدٌ غيرهم، وهو الاعتقال الإداري الذي يتيح للسجانين إبقاء المعتقل الفلسطيني دون تحقيق لأشهر، بل لأعوام عدة حيث يتواجد آلاف الفلسطينيين الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية، تحت مسمى الاعتقال الإداري، وهؤلاء يتعرضون لأشد نواع التعذيب الذي يُؤدي ببعضهم إلى الوفاة، كما حصل للأسير الفلسطيني عرفات جردات الذي اعتقل لاتهامه برشق الحجارة والزجاجات الحارقة، وهي تهمة عادة لا يتم إبقاء المتهم بها كثيراً في السجون، إلا أن عرفات تعرض لتعذيب جسيم أدى إلى كسور في أضلاع صدره وكدمات عدة في جسمه أدّت إلى وفاته. وباستشهاد الأسير عرفات جردات ارتفع عدد الأسرى الفلسطينيين الذين استشهدوا في السجون الإسرائيلية جراء التعذيب إلى 71 شهيداً، وارتفاع عدد الذين توفوا خلال وجودهم في المعتقلات الإسرائيلية إلى 203، وهم 71 شهيداً نتيجة التعذيب و51 أسيراً نتيجة الإهمال الطبي و74 أسيراً نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال مباشرة، وسبعة أسرى أُصيبوا بأعيرة نارية وهم داخل المعتقلات. هذه الانتهاكات الإسرائيلية التي ثبّتها محامون إسرائيليون وناشطون حقوقيون ودعاة سلام، تُؤكد أن الكيان الإسرائيلي هو النظام والكيان الدولي الوحيد الذي يتمرد على المواثيق والقوانين الدولية، فإسرائيل هي (الدولة) الوحيدة التي تشرع التعذيب، منذ تقرير لجنة راندوا الإسرائيلية الذي سمح بالتعذيب النفسي والجسدي باعتبار أن الأسير الفلسطيني خطراً على إسرائيل! الأسير الفلسطيني عرفات جردات تُوفي يوم السبت الماض في سجن مجدد الإسرائيلي نتيجة التعذيب، وليس بأزمة قلبية كما زعمت السلطات الإسرائيلية، إذ أكدت نتائج التشريح التي أجريت للشهيد بمشاركة إسرائيلية بأن جردات تعرض للتعذيب وأن قلبه سليم تماماً، ولا يُوجد به آثار لجلطات قلبية، وكشف التشريح أثر الكدمات في جثة جردات بالجهة اليمنى العلوية من الظهر والصدر وعضلة الكتف اليسرى. وفي محاولة لتغطية جريمتها بقتل الأسير عرفات جردات، زعمَ البروفيسور الإسرائيلي، يهودا أحيس، مدير مركز الطب الشرعي في تل أبيب أن وجود كسور في ضلعين في صدر الشهيد جردات لأن الضلوع تكسرت أثناء عملية التنفس الاصطناعي ومحاولة إحيائه..! وأكد وزير الأسرى الفلسطيني، عيسى قراقع أن تقرير مدير معهد الطب العدلي الفلسطيني في جامعة القدس الدكتور صابر العالول - الذي شارك في عملية التشريح بمعهد الطب العدلي الإسرائيلي - يُؤكد وجود إصابات وكدمات وآثار تعذيب على مناطق مختلفة من ظهر وبطن الشهيد ووجهه. وسبق وأن اتهم التلفزيون الإسرائيلي البروفيسور يهودا أحيس أنه كان ينتزع أعضاء الشهداء الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات فدائية ضد إسرائيل ويقوم ببيعها أو منحها للمشافي الإسرائيلية، بالتواطؤ مع الطبيب العسكري في الجيش الإسرائيلي أريه الداد (عضو كنيست متطرف). وقد شكك الكثير من الإسرائيليين بالأمانة الطبية للبروفيسور يهودا أحيس، وطالبوا بطرده وعدم تحميله أي مسؤوليات، لأنه يتلاعب بأعضاء الجثث وينقلها دون موافقة أهالي الضحايا. [email protected]