لا شك أن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء قرار جاء في الوقت المناسب في ظل الظروف التي تمر على بعض الدول العربية من تطورات سياسية وعسكرية واقتصادية، فالسعودية جزء من هذا العالم وتتأثر بمجريات الأمور والأحداث المستجدة المتسارعة في العالمين العربي والإسلامي ومن الطبيعي أن تتخذ أي دولة إجراءاتها بتقوية الجبهة الداخلية لتكون صدا أمام أية تحديات خارجية قد تحاول العبث ونقل الخلافات إلى الدول الأكثر استقرارا من خلال تصدير الأزمة، إن الأحداث التي تعصف بالمنطقة العربية هذه الأيام ليست بالسهلة على الإطلاق وستعمل بالمستقبل إلى تغير جيوسياسي في بعض الدول العربية وستعمل إلى تحالفات إقليمية وسياسية واقتصادية وعسكرية جديدة على الساحة العربية، كل هذا الجو الهائل من الأحداث المتلاحقة التي تطور بشكل كبير ومفاجئ كل أربع وعشرين ساعة كان لا بد من تجهيز منظومة دفاع سياسية تعمل إلى مزيد من ترسيخ القواعد الداخلية للدولة بشكل أكثر فعالية وأكثر استقرارا، وهذه هي السياسة الحكيمة التي اتبعها خادم الحرمين الشريفين وهي مطابقة الموصوف لمقتضى الحال أي التشكيل القيادي السياسي والأمني الموافق مع طبيعة المتغيرات الجذرية والإستراتيجية التي تمر بها المنطقة العربية. ومع تقوية الجبهة الداخلية بقرارات جريئة وبوقتها المناسب فهذا سينعكس مباشرة وبدون تأخير على الوضع الخارجي للدولة بشكل أكثر قوة وأكثر رسوخا مما يعرقل أية محاولات عقيمة لتصدير أزمة أو إيجاد أزمة والعبث بمقدرات وكوادر الوطن. الأمير مقرن بن عبدالعزيز شخصية محبوبة في الأوساط الشعبية والعربية وله مكانة خاصة في قلوب الناس وذلك لقوته بالحق وجرأته وحنكته وطيب تعامله وتواضعه المعهود عليه منذ زمن مما جعله محط حب الشعب، إضافة إلى علاقاته القوية بالأوساط السياسية والأمنية في دول العالم العربي والدول ذات الحدود المشتركة مع السعودية مثل الأردن في الشمال واليمن في الجنوب ودول الخليج العربي. أما عن سيرته العملية في حياته فيمكن أن نتحدث عنها بشكل مقتضب فقد تلقى تعليمه الأولي في معهد العاصمة النموذجي، وبعد تخرجه بعام 1964 التحق بالقوات الجوية الملكية السعودية، وأكمل دراسته في علوم الطيران في المملكة المتحدة وتخرج منها عام 1968، وظل يعمل في القوات الجوية الملكية السعودية حتى عام 1980. حيث في 18 مارس 1980 عين أميرًا لمنطقة حائل، وظل في هذا المنصب حتى 29 نوفمبر 1999 عندما عين أميرًا لمنطقة المدينةالمنورة. وفي 22 أكتوبر 2005 عين رئيسًا للاستخبارات العامة خلفًا لأخيه الأمير نواف بن عبدالعزيز، وظل يتولى المنصب حتى 19 يوليو 2012 عندما عين مستشارًا للملك ومبعوثًا خاصًا له.. وفي 1 فبراير 2013 عين نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء. الأمير مقرن بن عبدالعزيز الرجل المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب، وفقه الله وسدد خطاه وكان الله في عونه ومستعانه. [email protected] - جدة