النظام في المملكة قوي البنيان، شامخ الأركان، واضح للعيان، يتم فيه بيسر وسهولة وإبداع تعيين أشخاص من القيادات المتعلمة والمدربة من الأسرة الحاكمة السَّنية، ويأتي اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء من هذا المنطلق؛ فقد عُرف عن سموه الكريم أثناء ارتباطه بقواتنا الباسلة طياراً في القوات الجوية الملكية السعودية الانتظام والوجود ومحاولة النهم من منابع العلم والتدريب على مختلف الطيارات التي كان سموه مبدعاً فيها بعد أن تلقى تدريبه في بريطانيا، وقد أبرز شجاعة نادرة وموهبة كبيرة في قيادة أحدث أنواع الطائرات الحربية، وعندما تم تعيينه أميراً لمنطقة حائل كان سموه مهندساً مبدعاً لقيادة التنمية الكبيرة في منطقة حائل، وكانت آنذاك الطفرة الزراعية في أوج مجدها وكذلك التخطيط لربط شمال المملكة بوسطها وعاصمتها وتحديث وترقية الخدمات الاجتماعية والصحية ومد الطرق الرئيسية والزراعية؛ ما جعل منطقة حائل منطلقاً لأهداف التنمية وموضعاً لها. وقد أمضى سموه نحو عشرين عاماً في هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب، ثم تم تعيين سموه أميراً لمنطقة المدينةالمنورة. وقد أكمل سموه برنامج التنمية والتخطيط المركزية في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام؛ ما جعل المنطقة المركزية مركز جذب للاستثمارات العقارية بقيادة شركة طيبة، وأصبحت هذه المنطقة يوجد فيها أكبر عدد من الفنادق العالمية والمحلية لخدمة زوار مدينة الرسول، كما تمت الدراسات لربط المدينةالمنورة بمكة المكرمة بخط قطار يريح الحجاج والزائرين من مشقة الطريق وعدم سهولة وجود أماكن على الطائرات من جدة للمدينة والعكس. وقد قام بإمارة الحج في غياب صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز للعلاج - رحمه الله - ثم تم تعيين سموه رئيساً للاستخبارات العامة قبل أن ينتقل مستشاراً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ومبعوثاً خاصاً لجلالته، إلى أن تم اختيار سموه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. والحقيقة أن هذه النقلة كبيرة في حسن الاختيار وصواب القرار ساعداً لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز. وقد عرف عن سمو ولي العهد المعظم الاهتمام بالوقت والحضور المبكر لعمله وبذل وجهاته السامية لحل كثير من القضايا والمشكلات بأنواعها كافة، ويشترك معه في الانتظام واوجود واللطف والبشاشة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز. إننا نتمنى لسموه التوفيق الدائم والإعانة من الله سبحانه وتعالى لسموه، ونسأل الله أن يديم على هذا الوطن العزيز نعمة الأمن والأمان، وأن يمتع مولاي خادم الحرمين الشريفين بالصحة والعافية، وأن يكتب له المثوبة والأجر. والله ولي التوفيق. [email protected]