اتفق قادة الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة على ميزانية الاتحاد للسنوات السبع المقبلة من 2014 إلى 2020، حيث حددوا حجم الإنفاق الإجمالي بمقدار 960 مليار يورو (1.3 تريليون دولار)، وذلك بعد محادثات مارثونية أسفرت عن الاتفاق على خفض الإنفاق الحقيقي لأول مرة بالنسبة للاتحاد. وقال هيرمان فان رومبوي رئيس الاتحاد الأوروبي على حسابه على موقع تويتر إن زعماء الاتحاد توصلوا لاتفاق بشأن مشروع موازنة التكتل للفترة من عامي 2014 إلى 2020 وذلك بعد محادثات استمرت 26 ساعة تقريباً. وكتب قائلاً: «الاتفاق تم إنجازه.. (المجلس الأوروبي) وافق على الإطار التمويلي متعدد السنوات «إم إف إف» لبقية العقد.. الأمر كان يستحق الانتظار». وأضاف «لا يمكن أن نتجاهل ببساطة الحقيقة الاقتصادية بالغة الصعوبة في مختلف أنحاء أوروبا.. كان يجب أن تكون الميزانية أقل حجماً بالفعل». في المقابل سارع قادة الكتل النيابية في البرلمان الأوروبي بإعلان رفضهم الاتفاق نظراً لأنه تضمن خفضاً كبيراً للإنفاق الأوروبي مقارنة بالمشروع الذي كانت المفوضية الأوروبية قد اقترحته في البداية، كان الزعماء الأربعة الذين يمثلون المحافظين والاشتراكيين والخضر والليبراليين في البرلمان الأوروبي قد قالوا في بيان مشترك إن «هذا الاتفاق لن يعزز القدرة التنافسية للاقتصاد الأوروبي وإنما سيضعفها، كما أنه لا يخدم مصالح المواطنين الأوروبيين». وأضافوا في البيان «إن البرلمان الأوروبي لا يمكنه قبول اتفاق اليوم كما تم التوصل إليه في المجلس الأوروبي.. ونحن نشعر بالأسى لأن فان رومبوي (رئيس الاتحاد) لم يتحدث أو يتفاوض معنا خلال الشهور الماضية». يذكر أنه يجب موافقة البرلمان الأوروبي على ميزانية الاتحاد قبل دخولها حيز التطبيق. من ناحيته دعا هيرمان فان رومبوي رئيس الاتحاد الأوروبي البرلمان الأوروبي بضرورة التحلي بالمسئولية عند التعامل مع الاتفاق الذي توصل إليه زعماء الاتحاد الأوروبي بشأن ميزانية الاتحاد للسنوات السبع من 2014 إلى 2020م. وقال رومبوي «إن الميزانية الأوروبية ليست عملية حسابية. ويجب التفكير عند رفض الميزانية في بقاء الأقاليم والمجموعات الاجتماعية التي تعتمد عليها». وقلل رومبوي من أهمية شكاوى البرلمان الأوروبي من أن الفارق بين التزامات الميزانية والمدفوعات كبير للغاية، قائلاً إن حوالي 5% من العجز يمثل 1% فقط عند النظر إلى الميزانية على مدى السنوات السبع.شهدت مائدة مفاوضات القمة الأوروبية انقساماً بين الدول التي تريد الحفاظ على مستويات الدعم الزراعي دون خفض وكذلك مخصصات دعم المناطق الأفقر في الاتحاد من ناحية والدول التي تصر على تخفيضات كبيرة في الإنفاق من ناحية أخرى. وجاء الاتفاق الأخير ليخفض القيمة الإجمالية للإنفاق خلال السنوات السبع المقبلة بمقدار 34 مليار يورو تقريباً عن إطار عمل الميزانية الحالية للاتحاد وهو ما يمثل استجابة لإصرار بريطانيا على خفض الإنفاق الأوروبي وكذلك ألمانيا ودول شمال أوروبا. واعتبرت المستشارة الألمانية الاتفاق «جيد ومهم». في وصفه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند بأنه «حل وسط جيد» واحتفل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالاتفاق الذي توصل إليه زعماء الاتحاد الأوروبي بشأن ميزانية الاتحاد للسنوات السبع من 2014 إلى 2020 باعتبار ذلك انتصاراً شخصياً له قائلاً إنه يحق لمواطني بلاده الاحتفال بالاتفاق. وأوضح كاميرون في ختام محادثات القمة الأوروبية أمس إنها «بالفعل نجحت في خفض الإنفاق بمقدار 24 مليار يورو (32 مليار دولار)». وذكر أن الرأي العام في بريطانيا «يستطيع الفخر بأننا خفضنا الحد لأول مرة على الإطلاق.. ومن المحتمل تحقيق بعض التقدم في أوروبا». وقال إنه في حين ستزيد المساهمة الصافية لبريطانيا في ميزانية الاتحاد الأوروبي فإن الزيادة ستكون بمعدل أقل حيث تمهد الميزانية الطريق أمام الاتحاد الأوروبي للقيام بالأشياء المهمة. وأضاف «هذا اتفاق جيد بالنسبة لبريطانيا واتفاق جيد بالنسبة لأوروبا».