في كثير من النقاشات أثناء التحضير لبرنامج تعليمي أو تدريبي أو إقامة معرض في مجال الفنون البصرية أو إدارة نشاط ما في أي مجال، يظهر فريقان أحدهما يريد الاستعانة بخبرات الأجنبي، بينما الآخر يريد الاعتماد على الخبرة المحلية. شخصيا أرى ضرورة الاستفادة من التجارب الأجنبية، بطريقة لا يكون فيها الاعتماد كليا أو كاملا، على أن يعمل معه أكثر من شخص من أصحاب الخبرات المحلية ذوي الرغبة في التعلم والقدرة والمهارة أيضا على ذلك، خصوصا من جيل الشباب لسهولة تطويع مثل هذه الخبرات وإمتصاص ما هو جيد وجديد. وفي نفس الوقت أنزعج تماما من الاعتماد الكلي أو الكامل على شركات أو مؤسسات أجنبية تأتي لتقوم بالمهمة وتعطينا النتائج بجودة عالية و(بلا وجع رأس)، فيستلم المدير أو الرئيس المشروع ليعرضه على الآخرين على أنه نجاح له في حسن اختياره لمنفذ العمل، وهو لا يعلم أنه فشل في تأهيل فريق العمل المحلي الذي يديره بسبب الاستمرار في إقصائه وعدم توفير فرص الاحتكاك والتدريب المناسبة مع ما يأتي منها ومعها من (وجع رأس). أيضا لا يعجبني وضع البعض في الثقة الزائدة من قدراتهم لتقييم أو تعليم أو إقامة نشاط يتطلب خبرات واسعة، بما يملكه من خبرات محدودة، خصوصا أصحاب المقاعد الإدارية الذين يعتقدون أن وظيفتهم القيادية تمنحهم تلقائيا الخبرات العملية والمهنية في كل المجالات ذات الصلة في الإدارة أو المشروع الذي يديره. كذلك لا يعجبني الاستعانة بما يمكن أن يسمى (خبرة أجنبية ثانوية) وهو من تعلم على يد آخر تعلم من مصدر محترف، فالأولى أن تأتي بالمحترف (المصدر الأصلي) حتى لو دفعت بضع ريالات إضافية! أخيرا، يعجبني التنوع في مصادر الخبرات بدلا من الاعتماد على جهة أو ثقافة واحدة، سواء من الغرب أو الشرق، أو حتى من الجنوب أو الوسط (على خريطة العالم)، المهم أن يكون المصدر صاحب خبرة أصلية وليست مقلدة، وأن نستفيد من نقل تلك الخبرة لا أخذها جاهزة كما هي. [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية