(أنا أول شغل سعودي 4 سنة.. ماكو مكان سير هنيه هنيه.. ماكو زيادة اهترامات آدمي شباب.. فلوس ميه ميه.. أرباب شغل واجد زين.. )بهذه اللغة المخلوطة بين الأوردو والعربي ذي الصبغة (الخليجية) استطعت أن أفك طلاسم ما يهذي به سائق التاكسي بين مطار دبي والفندق! الرجل كغيره من (الكفاءات) التي تسرّبت من البلد، كان يعمل لدينا بمهنة (سباك مستقل) لا يعود لأي تصنيف (كفيلي)، يعمل لحسابه الخاص، يسكن في زاوية (غرفة مشتركة) داخل منزل شعبي في حي سلطانة أجرتها الشهرية 250 ريالاً مع 4 آخرين من ذات جنسيته! (قادر).. كاد أن ينحرف في حي سلطانه ويتعلّم (البلوت) والكسل والسبب هو بعض (العمال العاطلين) داخل هذه البيوت الشعبية! قاطعته وهو يتحدث: فيه بطالة بين العمال يا قادر عندنا؟! انفجر ضاحكاً: هذا أمر واضح ولا يمكن إنكاره، فالكثير من الأسر والآباء في بعض الدول الآسيوية (يبتعثون) أبناءهم من الشباب (بتأشيرة حرة) إلى السعودية ويوصون أحداً من أبناء القرية أو الأقارب لمساعدة هؤلاء في كيفية تحديد مستقبلهم والتخصص أكثر في مهنة وتعلّم طرق طلب الرزق، لأن السعودية في نظر هؤلاء هي مفترق طرق و(مناخ عمل) وأكاديمية للحرف والمهن المتعدّدة، فإما المواصلة فيها أو التخرّج منها إلى دول الجوار! حياة قادر تغيَّرت (خلال 4 سنوات فقط) فقد تعلّم في بلدنا السباكة متوكلاً على الله بيده اليمنى (جلمبو)، وبيده اليسرى عجاج السنيني (عوامة) مع تقديرنا لفنان العرب وأغنيته (مجموعة إنسان)، ينتقل من منزل تحت الإنشاء إلى شقة تسرّب فيها (حنفيه)، طلبات الإصلاح لم تتوقف والاتصالات تنهال عليه يعطي الكفيل (المقسوم) و(يحوّش) الباقي ويرسله لبلده! لأن التنقّل من مكان إلى آخر يعني (دفع أجرة)، فقد رأى السباك (قادر) أن يشتري سيارة ويتعلَّم القيادة ويوفر (فلوس).. بالفعل تمكّن من تعلّم القيادة في شوارع (السويدي.. سلطانة.. الدخل المحدود) بعد فترة رأى أن يستثمر السيارة في نقل آخرين في طريقه بمقابل مادي! الحياة تطورت حتى انتقل قادر من سباك في سلطانة إلى دريول محترف بدبي! السؤال الذي ما زلت أبحث له عن إجابة: لماذا أرسل قادر (أخاه الأصغر) إلى السعودية، ولم يحضره إلى جواره بدبي؟! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]