في تصريح لوزير خارجية روسيا قبل يومين قال فيه: إن سبب المأساة في سوريا هو إصرار المعارضة السورية (التي تمثل ما لا يقل عن 85% إن لم تكن تمثل كل الشعب السوري) على رحيل الأسد وعصابته المجرمة. هكذا وبكل بساطة يعترف لافروف أن هناك مأساة في سوريا وأن سببها هو بقاء الأسد وعصابته في السلطة وإصرار موسكو وطهران على بقائه أيضاً! بمعنى أوضح يقول لافروف إما أن يبقى الأسد رغماً عن أنف هذا الشعب الجريح أو يستمر هذا الطاغية وعصابته في إبادة هذا الشعب الرافض لجرائمه واستبداده وعمالته لروسيا وإيران وإسرائيل. وهنا تكمن الغرابة في هذا التصريح. فبعد 42 عاماً من القمع والإذلال والفساد والطغيان والطائفية المقيتة ومحاولة تجريد الشعب السوري من أهم ما يملك ألا وهي الكرامة، ألا تستحي يا سيد لافروف من مثل هذا التصريح حماية لعصابة هي الأكثر دكتاتورية والأكثر فساداً والأكثر دموية وهمجية ووحشية والأكثر كذباً في العالم أجمع؟! إن هذا التصريح يفتقر إلى أدنى المعايير الأخلاقية بل هو صفعة في وجه الدبلوماسية العالمية التي ما انفكت تدين هذه العصابة بدون أي عمل جدي لحماية ومساعدة هذا الشعب الذي يباد علناً تحت أنظار العالم أجمع، بل حتى بعض المساعدات التي تجمع لمساعدة ضحايا هذه العصابة تذهب للعصابة نفسها إمعاناً في الاستخفاف بعشرات الآلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى والمعتقلين وملايين المشردين في الداخل السوري وفي خارجه! إن المأساة الحقيقية هي في قيامك يا سيد لافروف ودولتك بادارة أبشع حرب إبادة في التاريخ الحديث على الأقل إن لم يكن في كل التاريخ ضد الشعب السوري على كافة المستويات الدبلوماسية ومنها استعمالكم المتكرر للفيتو القاتل حماية لهذه العصابة واطلاقاً ليدها البربرية لقتل أكبر عدد ممكن من السوريين، ولم تكتف بلادك بهذا بل أيضاً عمدت إلى إدارة حرب الإبادة هذه عسكرياً وذلك بإمدادكم المتواصل لهذه العصابة بكافة أنواع الأسلحة بل وإدارتكم الصراع العسكري على الأرض السورية، وللأسف حدث كل هذا بمباركة أو على الأقل بصمت العالم أجمع. بالإضافة إلى مجاورة سوريا للعدو الصهويني، وتمتعها بحمايته. هذا هو سبب المأساة الحقيقي الذي لم تصرح به يا سيد لافروف.