تظاهر العشرات من الآلاف العراقيين في محافظات الأنبار وكركوك وصلاح الدين متوافدين على الأماكن المخصصة للاعتصامات لأداء صلاة الجمعة الموحدة للأسبوع الخامس على التوالي، مشاركين في تظاهرات أطلق عليها تسمية جمعة (ارحل)، و(جمعة وفاء لشهداء الفلوجة)، وسط إجراءات أمنية مشددة، وانتشاركثيف لنقاط التفيش، فيما أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الجمعة، أن الحكومة مستعدة لتنفيذ مطالب المتظاهرين «المشروعة» شريطة التزامهم بالقانون، مبينا حصول تقدم كبير في عمل اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة مطالب المتظاهرين، مشددا على أن الحكومة «لا تجد ضيرا» من التحرك بقوة لتنفيذ مطالب الذين لا يريدون إلغاء الدستور، وأخذت التظاهرات التي يشهدها العراق منذ أكثر من شهر منحى التصعيد والتحدي خصوصا بعدما استخدم الجيش العراقي النيران ضد المتظاهرين في الفلوجة الذي أدى إلى مقتل 11 متظاهرا وجرح أكثر من ستين آخرين، وقد أثارت الاتهامات التي أطلقتها الحكومة للمتظاهرين بأنهم كانوا المبادرين على إطلاق النار على الجيش وأن بعضهم كانوا من تنظيم القاعدة، اهالي الفلوجة وباقي مدن الاعتصامات على المالكي. من جهته وصف أمام وخطيب ساحة الأحرار في الموصل أبو صالح المتوتي المالكي ب«الجلاد» الذي يعمل على «إراقة دماء» الشعب واضطهادهم، وأكد أن التهديدات التي تطلقها الحكومة «لا تخيف» المتظاهرين، مبينا أن المعتصمين لن يتراجعوا إلا باسترداد حقوقهم المسلوبة وتابع المتوتي خطابه للمالكي امام نحو 15 الف متظاهر تجمعوا في الساحة «نحن نقول للمتجبرين لا لإراقة دمائنا لأننا شموع الأرض وشموع الارض يا جلاد لا ولن تركع مهما فعلت ولن نخضع ولن نرجع إلا بإطلاق سراح سجنائنا واسترداد حقوقنا المسلوبة». يذكر أن العراق يعاني حالياً من أزمة سياسية خانقة انتقلت آثارها إلى قبة مجلس النواب بسبب تضارب التوجهات حيال مطالب المتظاهرين وإمكانية تحقيقها على أرض الواقع في ظل وجود رفض لها من قبل بعض القوى التي تصفها ب«غير قانونية».