مهداة إلى سعادة السفير الأستاذ علي بن سعيد بن عواض عسيري، إثر انتهاء مهمته في باكستان وتعيينه سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في بيروت. البَيْنُ آذن والسفير مسافر فبأي أسلوب يودَّع شاعر عفواً سفير المجد تختلط الرؤى عند الرحيل وتستثار مشاعر وأنا أداري بالتجلد لوعتي ويكتِّم الأحزانَ قلبٌ صابر حتى استبان الأمر واقترب النّوى وعلمت أنك راحلٌ ومغادر فرسمت أحزان الفؤاد قصيدة أبياتها ألمٌ وجُرْحٌ غائر تنثال من معنى الفراق شجية جدباء لا رَوْضٌ بها وأَزَاهِر أمست تكابدها وتذكي دمعها نفسٌ معذَّبة وطرف ساهر ما قلتها متزلفاً لمقامكم بل نبض صدق بالمحبة ظاهر ما كان مستتراً سيُكشف عندما تُبلى بمنعرج الوداع سرائر قالوا هي الأيام تشبه بعضَهَا فالكل في درب ارتحالٍ سائر الكل في سفر فهذا عائد فَرِحٌ بعودته وذاك يغادر فأقول قد تبدو الأمور كما ترى لكنَّ هذا اليوم يومٌ آخَر إسلام آباد تراها تكتسي ألماً ويهجرها الزمان الزاهر فكأنها من بعدُ لم يأنس بها قلب ولم يسمر بحي سامر يا مَنْ يعزُّ على الجميع فراقه مهما ابتعدتَ فأنتَ فينا الحاضر أنَّى يفارق مَن حَوَتْهُ قلوبُنا وله مع الفعل الجميل مآثر تحكي بها الأزمان وهي فخورة وتحار أفئدةٌ بها ونواظر فلأنتَ في دنيا الشهامة رمزها ولكل مكرمة مثالٌ نادر ستظل باكستان تذكر عهدكم ما دام فيها للمروءة ذاكر فبكل ركن للجهود مَعالم وبكل جهد للسفير مفاخر أضحت بسعيكم العلاقة آية وبكم تعزَّز للإخاء أواصر هذا الذي سطرت يا أبا فيصل شعراً يدوَّن أو تُصاغ خواطر بعض الذي يحوي الفؤاد من الجوى فالشعر عن وصف المشاعر قاصر وأنا على عهد المودة ثابت ولكلِّ أطياف المكارم شاكر - الملحق الثقافي السعودي في باكستان