في الوقت الذي عمَّ فيه الظلام بعض المنازل المتأثرة بالسيول، عاش سكان الأحياء الجنويبة في تبوك فجر أمس الثلاثاء وحتى قبيل الظهر لحظات ترقُّب وقلق من الأخبار المتداولة عن وصول سيول منقولة ستصل لأحيائهم. وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي أخباراً تفيد باحتمالية وصول السيول إلى أحياء جديدة لم تصلها خلال اليومين الماضيين، ما تسبب في إرباك للأهالي في المنطقة. «الجزيرة» رصدت الأضرار التي تعرَّض لها بعض الأحياء، مثل الرويعيات جراء سيول «وادي ضبعان» الذي داهم الحي أكثر من مرة وتسبب في غرق المركبات وتحطم الشاحنات وهدم المنازل. من جهتهم، قال المواطنون عبد الله العطار وعايد العطار وسعود العطوي وآخرون: إن منازلهم تضررت بشكل كبير، طالباً من «الجزيرة» رصد آثار السيول على منازلهم، فيما أكد آخرون أنهم لا يعلمون بما حدث لممتلكاتهم ومنازلهم، نظراً لخروجهم من منازلهم استجابة لتحذيرات الدفاع المدني. من ناحية أخرى، كشف المواطن عطية سلامة العطوي والد الطفل الرضيع الذي توفي في سيول تبوك ل»الجزيرة» أنه فقدَ طفلين آخرين قبل ثلاثة أعوام غرقاً بالقرب من الموقع الذي سقط فيه طفله الرضيع الأحد الماضي وجرفته السيول. وأشار إلى أن ابنه المُتوفى لم يسقط من بين يدي والدته، قائلاً: «أنزلت زوجتي وطفلها في مكان آمن كي أخرج سيارتي وتكون المغامرة دونهما، وكنت أنوي العودة لإنقاذهما، لكن هناك شخصين شاهدا زوجتي وطفلها وطلبا منها أن ينقذاها وطفلها إلا أنها رفضت، فأخذا الطفل لإنقاذه، في الوقت الذي كنت أناديهما بأعلى صوتي ليتركا الطفل إلا أنهما لم يسمعا النداء، وعندما توسطا السيل ووصلا لمرحلة الخطر، نزل أحدهما من السيارة، محاولاً النجاة والرضيع بين يديه، فسقط الطفل منه أمام أعيننا». وقال والد الرضيع: «أحتسب ذلك عند الله»، مؤكداً أنه سبق أن فقدَ طفليه غرقاً قبل ثلاثة أعوام بالقرب من وادي روافة. وأشار إلى أنه لم يكن حينها في نزهة، بل كان بالقرب من منزله المُغطى بالزنك الذي داهمته السيول، لينتقل بعدها إلى خيمة، مضيفاً أنه موظف يعمل في وظيفة بسيطة بالكاد تسد احتياجاته.