يعود الفضل في اختراع مادة الورق كما ذكر في الموسوعة ويكيبيديا إلى الصينيين الذين أنتجوه ابتداء من القرن الأول ميلادي، وذلك انطلاقًا من سيقان نبات الخيزران (البامبو) المجوفة والخرق البالية أو شباك الصيد والقنب وعشب الصين. ويتم تحسينه باستخدام لحاء الشجر والقنب وقطع القماش حيث كانت هذه المواد تدق، بعد أن تغسل وتفقد ألوانها، في مطاحن خاصة حتى تتحول إلى عجينة طرية فتضاف إليها كمية من الماء حتى تصبح شبيهة بسائل الصابون، وبعد أن يصفَّى الخليط تؤخذ الألياف المتماسكة المتبقية بعناية لتنشر فوق لوح مسطح لتجففه حرارة الشمس. وبعد التجفيف يمكن صقل فرخ الورق المحصل عليه بعد ذلك بواسطة خليط من النشا والدقيق ويجفف من جديد. وهكذا يحصل على ورق قابل للاستعمال. تكمن أهمية الورقة في أنها من أهم وأبرز الأمور التي يكتشف بها الإنسان إبداعاته وطموحاته, إنجازاته, مهامه رسوماته, خواطره, أشعاره, ابتداء من أصغر الأمور وهي تدوين الفكرة عليها فكل القرارات والمنعطفات المصيرية في حياتنا توثق وتدون على الورق، فعلى سبيل المثال شهادات الميلاد وثائق التخرج صكوك امتلاك الأراضي والمنازل عقود الإيجار عقود النكاح وورقة الطلاق وغيرها. فكم من ورقة حملت أخبارا غيرَّت مجرى حياتنا بعد الاطلاع على محتواها وكم من ورقة مزقناها إلى قطع صغيرة تفريغا للغضب الذي بداخلنا وكم من ورقة احتفظنا بها، بل وجملناها بإطار جميل وجذاب يعكس قيمة وأهمية ما تحتويه هذه الورقة، وكم من ورقة أحرقناها لأنها تحوي لفظ الجلالة قبل رميها في القمامة وكم من ورقة شكلت مع غيرها من أوراق الحائط شكلا جماليا على الحائط وكم من ورقة ألصقت على مصعد أو على لوحة لاحتوائها على مادة إعلانية أو أذكار وأحاديث. وكان الوراقون آنذاك هم الناشرين للكتب يقومون بنسخها وتجليدها وتصحيحها وبيعها وعرضها وقد عمل بالوراقة علماء أجلاء على رأسهم الجاحظ وأبو حيان التوحيدي فيلسوف الأدباء، وأصبحت الوراقة مهنة راقية للعديد من الأدباء والمفكرين والعلماء، وانتشرت دكاكين الوراقين في أرجاء المعمورة وأصبح للمؤلفين المشهورين وراقون مختصون بهم, وباتت دكاكينهم أماكن ثقافية يزورها الأدباء وتعقد فيها المناظرات وتعرض فيها المناقشات. دمتم بود. [email protected]