يقول الشاعر البنغلاديشي الكبير توفيق أزاد: «أنا عاطل عن العمل فمن أين لي أن آكل يا وزير التموين؟ أعطني خبزاً أعطني خبزاً وإلا سأزعجك كثيراً فتصريحاتك الساخنة في الجرائد لا تهمني ولا الجرائد التي تنشرها تصلح للأكل هيا قم أعطني خبزاً فأنا جائع حتى الموت وان لم تفعل ذلك سألتهمك وألتهم حتى سيارتك ذات العلم المرفرف». تذكرت هذه القصيدة المبكية وأنا أقرأ التصريح الأخير لمعالي وزير العمل المهندس عادل فقيه الذي قال فيه: (إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - قد وجهنا بتوفير فرص العمل الشريفة والعادلة للمواطن والمواطنة). بالطبع جاء هذا التوجيه بعد الإعلان عن الميزانية الضخمة لهذا العام وبعد توزيع الحصص المالية منها لمختلف الوزارات والقطاعات الهامة ووزارة العمل بالطبع من تلك الوزارات المرتبطة بقوة بحياة المواطن من حيث إيجاد العمل الشريف له، ولكن معالي الوزير يضيف في آخر تصريحه الأخير بما يشبه الشكوى: (إن وزارة العمل بمفردها لن تتمكن من تحقيق الهدف (أي التوظيف) ما لم تتضافر جهود بقية القطاعات معها لإنجازه). وهنا يبدو لنا أن معالي الوزير على حق في هذه الشكوى المبطنة ولكن كان عليه أن يسمي القطاعات المطلوب تضافرها ليعرف المواطن العاطل عن العمل ما هي معرقلات توظيفه كاملة غير وزارة العمل ولكي لا يصب كل الملامة على وزارة العمل وحدها.