ودعت محافظة الزلفي يوم الأحد 1-3-1434ه، وهي مؤمنة بقضاء الله وقدره ابناً من أبنائها الأوفياء، وعلماً من أعلامها، وركناً من أركان مجتمعها، ورمزاً من رموز السخاء والكرم. إنه الأستاذ فوزان بن فهد الفهد -يرحمه الله-، رحل بجسمه وبقيت أعماله صرحاً شامخاً ودليلاً واقعياً على ما قدمه للمحافظة وأبنائها. برحيله هوى علم كان مقصداً لأصحاب الحاجات, برحيله أغلقت مدرسة من مدارس الحياة كان يتعلم منها الإنسان مكارم الأخلاق وفن التعامل. برحيله طويت صفحات من البذل والسخاء وحب الخير. رحم الله أبا فهد لقد كان عصامياً منذ نعومة أظافره -حسب ما يذكره من كانوا في سنه- كافح وجالد وصبر حتى وصل إلى مصاف الرجال الذين يشار إليهم بالبنان. بنى مجداً أساسه حب الخير والبذل وصنع المعروف وقضاء الحاجات. رحم الله أبا فهد كان وجيهاً محبوباً, حظي باحترام وتقدير الناس, امتطى صهوة العمل الخيري ونذر نفسه وجهده وماله وتحققت على يده إنجازات ومشاريع خيرية لا يتسع المجال لذكرها، وأكاد أجزم أنه في حياته لا يرغب ذكرها. رحم الله أبا فهد، كان آخر لقائي به في الأيام الأخيرة من شهر رمضان 1433ه. كان متفائلاً بشوشاً محباً للخير ومتلمساً لحاجات المحتاجين. رحمك الله يا أبا فهد، عزاؤنا فيك ما خلفته من أعمال سوف تتناقلها الأجيال وستظل ذكراك باقية في نفوسنا كلما رأينا عملاً من أعمالك الجليلة. لعمرك ما الرزية فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد شهم يموت بموته خلق كثيرُ اللهم اغفر له وارحمه واجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم انقله من ضيق اللحود ومراتع الدود إلى جناتك جنات الخلود في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود ووالدينا وجميع المسلمين. خاتمة: (إذا أردت أن تعرف الدنيا بعدك فانظرها بعد غيرك). - الزلفي