أكد ل «الجزيرة» مختصون أن كمية النفايات والمواد الخطرة في المملكة تقدر ب500 ألف طن، وأن قدرة التخلص منها لاتتجاوز 60 ألف طن، وذلك لقلة الشركات المتخصصة حاليا، وأشاروا إلى أن معظم هذه النفايات يتم التخلص منها بطريقة غير سليمة ومخالفة للأنظمة التي تستلزم المحافظة على السلامة البيئية، لافتين إلى أن أهم مشاكل النفايات هي عدم توفر المواقع المخصصة، وانخفاض عملية المراقبة. وقال خالد البواردي الرئيس التنفيذي لشركة تداولات المتخصصة في إدارة وتصدير النفايات الخطرة: إن مخاطر التخلص من هذه المواد الخطرة تكمن في أنها مواد عالية السمية، عسيرة التحلل، وهي في حال دفنت في الأرض فإنها تتسرب إلى مصادر المياه الجوفية والتربة الزراعية فتلوثها، وتعود إلى الإنسان مرة أخرى من خلال سلسلة الغذاء، فتؤدي إلى وفاته أو إصابته بأمراض خطيرة أو إحداث إعاقة مستديمة، كما أنها تلحق بالبيئة آثارا ضارة قد تمتد آثارها إلى آلاف السنين، فملعقة شاي صغيرة من الديزل أو زيت المحركات، يمكن أن تلوث 30 ألف متر مكعب من المياه الجوفية. وأضاف أن هناك مايقارب 500 ألف طن موجودة في المملكة كنفايات خطرة، ولاتتجاوز قدرة التخلص منها 60 ألف طن، معللا ذلك إلى قلة الشركات المتخصصة في إدارة هذه المواد، حيث إن طاقة تلك الشركات لا تسمح لها بالتخلص من كل النفايات الموجودة. وعن التزام المصانع بالسلامة البيئية قال البواردي: إن هناك بعض المخالفات ترتكبها المصانع في التعامل مع المواد البيتروكيماوية، حيث شدد على أن معظم النفايات الخطرة تدفن بطريقة غير سليمة، وأنها تلقى في مكب النفايات غير المخصص للمواد الخطرة. وذهب الرئيس التنفيذي لشركة تداولات إلى أن التخلص من هذه النفايات تكون عبر عدة طرق، أفضلها إعادة تدويرها أو حرقها وتوليد طاقة بعد ذلك. ودعا البواردي إلى اللجوء إلى تصدير النفايات كحل مؤقت بما يتماشى مع اتفاقيات القوانين الدولية والأمم المتحدة إلى أن يتم إنشاء شركات أخرى، لتكون قادرة على التخلص من كافة النفايات الموجودة. من جهته، قال مدير عام السلامة الكيميائية والنفايات الخطرة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة سليمان محمد الزبن أن كمية النفايات الخطرة في المملكة تنتج معظمها من الأنشطة الصناعية والبترولية والطبية وغيرها، وتمثل المنطقة الشرقية أعلى نسبة إنتاج من النفايات الخطرة وتليها منطقة الرياض ثم منطقة مكةالمكرمة. وأاد أن النفايات الصناعية تنقسم إلى أكالة، وسامة، ومتفاعلة، وقابلة للاشتعال، موضحا أن هناك 6 شركات متوفرة في المملكة تعمل على إدارة هذه النفايات ومن ثم التخلص منها بعد ذلك، حسب القوانين والأنظمة، وكان مدير عام السلامة الكيميائية والنفايات الخطرة في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة قد أشار في مؤتمر سابق إلى أن أهم مخاطر النفايات تتمثل في عدم توفر المواقع المخصصة للتخلص من النفايات الخطرة في مناطق المملكة، وانخفاض عملية المراقبة والسيطرة والتحكم في إنتاج والتخلص من النفايات الخطرة، عدم تشجيع القطاع الصناعي لاتباع السياسات الخاصة في إدارة النفايات الخطرة (التقليل من توليد النفايات الخطرة، معالجة النفايات الخطرة قريبا من المصدر)، وضعف حث الجهات المشرفة على القطاع الصناعي على استخدام تقنيات الإنتاج النظيف من قبل استيراد مواد كيميائية بكميات كبيرة، وانعدام فرص تسويقها بالشكل المطلوب، ما أدى إلى تكدسها وتراكمها، واختلاط النفايات المنزلية بمواد حافظة ومنظفات وأدوية ومواد كيميائية مختلفة.