ما تفعله إيران في سوريا جريمة تستحق التنديد والمقاطعة والمحاسبة، وأنه من المستغرب أن تتفرج الدول العربية على هذا العدوان الإيراني السافر على هذا الشعب العربي الأعزل! فبعد أن نزعت الدول العربية الشرعية عن نظام بشار الأسد فلا مجال لأن يكون لهذا العدوان أي مبرر، هذا إذا كان له مبرر في السابق! لأن الشرعية الآن ليست للنظام القاتل في سوريا! إن النظام في سوريا لولا هذا الدعم من إيران الذي حتى الآن لم يرتو من دماء السوريين لما صمد كل هذه المدة، فلذلك يجب أن لا يمر عدوان إيران على الشعب والوطن السوري دون حساب! وسكوت جامعة الدول العربية هو سكوت معيب ومخيب للآمال، لكن أضعف الإيمان هو أن تقاطع الشعوب الإسلامية المنتجات الإيرانية والروسية والصينية وكل منتج لدولة تمد النظام السوري وتعينه على قتل شعبه! كما فعلت عندما قاطعت المنتجات الأمريكية عندما غزت أمريكا العراق وعندما قاطعت المنتجات الدنماركية بعد الرسوم المسيئة، وقد ضرب أحد رجال الأعمال السعوديين مثالا رائعا في شعوره بالمسؤولية عندما ألغى عدداً من الصفقات مع عشرين شركة روسية متحملاً كل الاشتراطات الجزائية جراء إلغاء تلك العقود. وكان ذلك احتجاجا على دعم روسيا للنظام السوري! وسيدخل الشعب السوري التاريخ كأول شعب يعتدي عليه جيشه (الوطني)! الذي كان يعده لتحرير الجولان تلك الأرض السورية المحتلة التي ما تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود دون أن يفعل النظام أي تحرك لتحريرها!! لكننا عندما نشاهد ما يفعله هذا الجيش بشعبه وأهله نقف احتراما للجيش في مصر وتونس الذي انحاز للشعب ولم يلطخ يديه بدم المواطنين كما فعل الجيش (العربي السوري)! والشعب السوري يثبت لنا وللعالم ما يتصف به من شجاعة وقوة فهو يقاوم جيشه الوطني ومعه ثلاث دول مضافا إليه مرتزقة حزب الله! إيران كما أقول دائما تروج المذهب الشيعي ليس دينا أو حباً في نشر الدين كم يتوهم البسطاء! وإنما تنشر المذهب الشيعي لهدف سياسي توسعي فهو يتيح لها السيطرة على الدول العربية كما يحدث الآن في سوريا ولبنان والعراق وتزرع القلاقل كما يحدث في البحرين واليمن! فأي أرض تدخل فيه الأصابع الإيرانية يدخلها الشر والفتن! لكنها بمشيئة الله ستخسر الموقع العراقي مع هذه الانتفاضة المباركة التي يقودها العرب الأحرار في العراق والذي فاض كيلهم بعد أن تولى أمرهم من لا يرحمهم ولا يعدل بينهم! وستخسر أيضاً الموقع السوروبالتالي اللبناني، وستعود تلك البلدان عربية الهوى والهوية كما كانت، وسيسقط قريبا مصاص الدماء العربي وإن لم يرتوي من دماء السوريين، بشار لا يريد أن يخرج من السلطة المترعة بدم الشعب، كما خرج حسني مبارك ولا زين العابدين بن علي، ولا حتى كما خرج معمر القذافي، فلعل الله الذي يمهل ولا يهمل يريد له خروجا يليق بشناعة وفظاعة جرائمه! [email protected]