دموعهم تتساقط ...قلوبهم تتقطع ألماً !! سكن «الحزن» مكاتبهم ... طار «النوم» من جفونهم!! كم كنت «ريكارد» بالنسبة لهم «سدا» يحميهم!! كنت ريكارد «ملفا مفتوحا» ندرك تفاصيله !! و هم كانوا «ملفا مغلقا» نجهل تفاصيله!! منذ أن وطأت أقدام «ريكارد» أرض رياضتنا وكل الشرائح تتساءل : كم قيمة عقده ,كم يتقاضى,كم دخله اليومي ؟؟!! أين يسكن,أين خططه,وأين التشكيلة الأفضل؟؟!! ومن سيدفع شرطه الجزائي؟؟!! تحول «ريكارد» إلى هم «وطني» و اسمه في كل بيت يردد!! أشغلت كل أصناف البشر يا «ريكارد»؟؟!! لله درك يا ريكارد بوجودك لم تعد الناس تتكلم عن همومها !! كل أضواء «الإعلام» سرقها «ريكارد» !! كم من عاطل استبعد من برنامج «حافز» ولم نلتفت له ؟؟!! وكم من شاب يركض بحثاً عن «وظيفة» ولم نلتفت له؟؟!! وكم من مريض «مات» في مستشفى بخطأ «طبيب» ولم نلتفت له؟؟!! وكم من «مشروع» لم ينفذ ؟؟!! وكم من «طالب» لم يجد كرسي جامعة يحتضنه ؟؟!! وكم من «أسرة» تبحث عن مأوى يأويها ؟؟!! وكم من «فقير» جائع في برد شتاء ؟؟!! وكم هي طوابير انتظار»منح الأراضي» ؟؟!! وكم من عائلة تترقب قوائم قروض «الصندوق العقاري» ؟؟!! كل هذه الهموم و المعاناة لم يلتفت لها أحد بوجود «ريكارد» ؟؟!! أشغلت الناس يا «ريكارد» ؟؟!!! وكم من «قضية» كشفتها «نزاهة» مكافحة الفساد ولم نلتفت لها؟؟!! حتى قضية «سيول جدة» نسينها ؟؟!! صاحت المدرجات «ارحل»!! وأصوات في كل الشاشات «ارحل»!! وكل أحبار الأقلام في الصحف كتبت «ارحل» !! لله درك يا «ريكارد» , وكأنك لا تريد «الرحيل» !! من سبقوك يرحلون بجرة قلم ,أو اتصال هاتفي !! يرحلون بقرار «شخص» واحد ولا يجرؤ أحد أن يناقشه!! وأنت جاثم على «قلوبنا» فلم «ترحل» إلا باتفاق «يرضيك» !! 19 رجلاً في مجلس اتحاد رياضتنا 3 ساعات وعجزوا أن يقولوا لك»ارحل»؟؟!! لم تلتفت لهم يا «ريكارد» فأرسلت غيرك يجلس معهم!! اتصلوا عليك يا «ريكارد « ولسانهم ينقط عسلاً !! من أجل عيونك صيغة «اتفاق» ترضيك عرضوها عليك !! وافقوا على «شروطك» وبدأ وكيل أعمالك في جمع ضريبة «رحيلك»؟؟!! «الشرط الجزائي» قريباً في حسابك ريال ينطح ريال ؟؟!! قبل «رحيلك» يا ريكارد هل تعلم ما فعلت ؟؟!! أم أنك يا ريكارد تعلم ما لا نعلم ؟؟!! أشغلت الناس عن قضاياهم و همومهم ؟؟!! كل كتاب الصحف في أقسامها السياسية و المحلية والأقتصادية والرياضية كانوا يكتبون عن «ريكارد « فقط ؟؟!! رحل اليوم «ريكارد» فتأمل كيف تغيرت لغة الإعلام ؟؟!! عادت الحياة كما كانت ... و أصبحت «الكتاب» يكتبون عن هموم الناس و قضاياهم ؟؟!! واستقيظ «المسؤول» وانتقادات تطوف حوله؟؟؟!! وبدأت «الصحف» تنشر هموم الناس!! و زوايا «الكتاب» تحارب كل أوجه «الفساد»؟؟!! حتى «كتاب الرياضة» رجعوا كما كانوا يكتبون أين المنشآت الرياضية؟؟!! أين ميزانية الأندية, أين حقوق النقل التلفزيوني؟؟!! وكأن «المقصرين» انتهت أيام «العسل» التي عاشواها في زمن»ريكارد» !! كثير فرحوا لرحيل ريكارد ؟؟!! و كثير «يبكون» لرحيله؟؟!! كم من لاعب معتزل كان «ريكارد» مصدر «رزقه» وهو يهاجم منتخب بلده!! و كم من إعلامي شارك في «مسرحية هزلية» بسبب ريكارد !! وكم من مسؤول «قصر» والناس مشغولة في «ريكارد»؟؟!! رحلت و أمثال هؤلاء سيبكون دهراً على رحيلك؟؟!! لله درك تسيل «دموع» المنتفعين لرحيلك... فهل كان «ريكارد» مجرد مدرب أم أكثر؟؟!! كل سهام «النقد» كان «ريكارد» هدفها !! أم مواطن «الأهمال» لا يصلها «سهم» , فكلنا أتفقنا وأنشلغنا في إسقاط»ريكارد» ؟؟!! وكأنه رحل ب»ثورة» جماهير وأطفأ أخرى؟؟!! أنهم يبكون ... يبكون... يا ريكارد !! قصة الهولندي ريكارد في بلد الطيبين!! ربما في زمن ما سيكتب التاريخ و تسطر حروفه قصة «ريكارد» لكي يقرأها أحفاد الأحفاد, القصة: ( قبل 500 سنة جاء إلى تلك الأرض»الطيبة» رجل أسمر اللون اسمه «ريكارد» لا يتحدث لغتهم من بلاد تسمى «هولندا» من أجل تدريب منتخبهم لعبة كانت تلعب في ذلك العصر اسمها «كرة القدم» , هذا الرجل «ريكارد» لم يستقر على تشكيلة وكان مستوى منتخبهم ضعيفا ولم ينجح ولقد أنشغل «الناس» في «منتخبهم» ولم يلتفتوا إلى « همومهم» الأخرى,وكان في ذلك الزمان كل شرائح المجتمع تطالب «رحيله» فلم يرحل إلا كما جاء و في حسابه أودعت «ملايين» الريالات , ولأن الناس في تلك الأرض»طيبون» أعتقدوا أن «ريكارد» جاء فقط لكي يدرب منتخب بلادهم, فرحلوا كل الناس الطيبين , و رحل «ريكارد» ومات»السر» معه؟؟!!) ** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل سبت وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك. [email protected] مبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri