يستحضر قدامى التجار والصناع ورجال وسيدات الأعمال في مكةالمكرمة الخلفية التاريخية والقصة القديمة لتطبيق فكرة إنشاء أول غرفة للتجارة في المملكة، فيما تسترجع من أقاصي الذاكرة ملامح الأسواق التجارية وحكاية أول معرض للمنتجات الوطنية في المملكة، وذلك في ظل تأهب غرفة تجارة وصناعة مكةالمكرمة افتتاح مقرها الحضاري الجديد برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة صباح الثلاثاء المقبل.وأشار أحمد جستنية، نائب أمين عام الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة، الذي عاصر العمل فيها منذ 34 عاما، إلى أن قصة إنشاء غرفة تجارية في مكةالمكرمة لأول مرة كانت قد بدأت في نهاية الخمسينات الهجرية، عندما أرسل الشيخ محمد زينل، التاجر المعروف وصاحب مدارس الفلاح العم حسين جستنية، إلى الهند، وتحديداً إلى بومبي لتعلم أساليب التجارة والإدارة الحديثة.وتابع جستنية: «هناك تعلم عمي حسين عند ما شاهد وزار الغرفة التجارية وعرف دورها ورسالتها ورؤيتها وحجم الاستفادة منها، والتي هي في الأصل فكرة إنجليزية، فعمل على نقل وتطبيق الفكرة التي جلبها إلى مكةالمكرمة من الهند وعمد على عرضها وتسويقها على التجار ورجال الأعمال وناقشها مع كبار المسؤولين والتجار في مكةالمكرمة».وزاد جستنية: «بعد ذلك صدرت الموافقة لإنشاء غرفة جدة بفكرة مكية عام 1365ه، ثم تمت الموافقة على إنشاء غرفة مكة في عام 1368ه، وكان مقرها لأول مرة في منزل عمي في زقاق البيض بمنطقة المسعى أمام الحرم المكي، ثم نقلت إلى خان اليوسفي بشارع فيصل فوق عمارة لوقف اتفق مع ناظره على استثمار سطحه ببناء غرفة لإدارة الغرفة، ثم انتقل مقر الغرفة إلى الجودرية في الغزة عام 1396ه، ثم نقلت إلى الحجون عام 1403ه ثم نقلت الى الرصيفة». وأبان جستنية أن عدد المنتسبين للغرفة في تلك الفترة كان لا يتجاوز 80 تاجراً فيما يصل اليوم عددهم إلى 18 ألفاً.