المهرجانات السياحية في شتاء أو صيف، في صحراء أو في مدن سياحية، على ضفاف خضرة وماء ونفوس زكية أو غيرها، ما زالت بحاجة إلى أدوات تنفيذية احترافية ليأتي المنتج من العمل كما نحب. وفي عروس الشمال حائل حيث يلمح البعض من خارج المنطقة جوانب من طرح فكري احترافي في إطلاق المبادرات السياحية الجاذبة كرالي حائل الدولي ومهرجان الصحراء الدولي وأولمبياد الصحراء القادم ومشروع أكبر حديقة بيئية في الشرق الأوسط في منتزه المسمى البري، وكذلك مشروع منتجع موقدة حاتم الطائي في منتزه السمراء، إضافة الى مشاريع الشريط السياحي على ضفاف جبال أجاء، الذي تعمل على إقامته حالياً الهيئة العليا لتطوير المنطقة، كلها مشاريع وطموحات لا تنتهي، ولكن مع هذا لا بد أن نضع أيدينا على مَواطن الخلل حتى لو كانت فينا نحن؛ فمَنْ يُرد الصدق لا بد أن يصدق دائماً، ومَنْ يُرد المعالجة لا بد أن لا يستثني أحداً حتى نفسه؛ ولهذا فمن يشاهد تنظيم المهرجانات قبل عشرة أعوام ويشاهدها الآن يجد أن الكثير من الأخطاء البسيطة تتكرر من البعض ممن يعمل في تلك اللجان، وكأنه كتب لهذه الأخطاء أن لا تنتهي. ولست في وارد تعداد مثل تلك الأخطاء حتى لا يتحول الحديث إلى جوانب شخصية لأفراد أو جهات؛ فالقصد هو المعالجة وليس التشهير. ولكم أن تتأملوا في منطقة كحائل وهي تطلق بين فترة وأخرى مبادرات جديدة لمهرجانات ومشاريع سياحية، ما زالت دون وجود إدارة متخصصة تنظم الفعاليات السياحية (ذراع تنفيذية) للجهات التي لديها برامج ومهرجانات سياحية، وتكون مهمتها ليس فقط خلال المهرجانات بتنظيم الفعاليات وإنما حتى بعد انتهاء المهرجانات بدراسة السلبيات والعمل على مضاعفة الإيجابيات، وكذلك فتح مجالات تعاون مع هيئات دولية متخصصة لإثراء العمل السياحي لدينا بالجديد المفيد والمتسق مع عاداتنا وتقاليدنا، وكم شاهدت في كثير من الأحيان أشخاصاً ليس لهم خبرة سابقة في تنظيم الفعاليات ولم يأهلوا، ومع هذا يخوضون عملاً تنظيمياً كلياً أو جزئياً في كثير من اللجان؛ ولهذا أتمنى أن يكون قد حان الوقت لإيجاد مثل هذه الإدارات المتخصصة؛ لتكون مزيجاً بين أهل التخصص وأبناء المنطقة ممن لهم تجارب في تنظيم مثل هذه المناشط، والعمل على تطوير القدرات ومواكبة كل تطور تنظيمي، شأنها شأن كل المجالات الأخرى التي تحتاج إلى ملاحقة كل المستجدات.. فهل تكون حائل لديها جهة تنفيذية كهذه أم تواصل عملها الاجتهاديفي كل مهرجان بواسطة جهات أو أفراد يقدمون كل ما لديهم؟ ولنا خير مثال في تجارب مناطق سبقتنا بإيجاد مثل هذه الإدارات المتخصصة من أبنائها الأوفياء، وأصبحت هي الواجهة في كل مهرجان، وبات أعضاؤها أكثر تأهيلاً عاماً بعد عام بتراكم الخبرات لديهم. وهذا الحديث أيضاً يقودنا لاحتياج مماثل ما زلت حائل تفتقده، ويوجد في معظم المناطق، وهو مجلس حائل أو اللجان الأهلية من أبناء المنطقة وصندوق حائل وغيرها، وكلها مبادرات ولجان أهلية يمثلها خيرة شباب كل منطقة، وتكون عوناً على كل خير يعود على المنطقة والوطن بالفائدة، فهل يحين الوقت لنراها في حائل أم تبقى مؤجلة لزمن قادم؟ أهلا بكم في حائل وتبقى الابتسامة الحائلية في وجوه زائري المنطقة من داخل المملكة وخارجها هي العنوان الأبرز هذه الأيام ونحن نعايش أجواء مهرجان الصحراء الدولي في نسخته السادسة، والكل اغتنم هذه المناسبة ليؤكد فرحته بضيوف حائل، فأهلاً بكم في حائل، تقولها القلوب، وترسمها لوحات الإبداع على جبالها، ويتغنى بها شعراء المنطقة في ليالي الشعر الدافئة خلال أماسي المهرجان. آخر الحروف: للمبدع الشاعر أحمد الفهد العريفي: روحي بحايل ما تفارق جبلها وحبي لها عيّا على كل الأوصاف أفرش حصاها وأتوسد سهلها وأرقد بحضن جبال سلمى ولا أخاف أسمح وأراضيها وأداري زعلها وأشتاق له شوق الطنايا للأضياف