لم أتفاجأ كثيرا بارتفاع الإنفاق الحكومي على مشاريع النقل خصوصا ما أظهرته مخصصات ميزانية العام الحالي 2013 ، أو حتى مخصصات الميزانيات خلال السنوات الثلاث الماضية، فتلك المخصصات تأتي استجابة و مواكبة للتحول من التطوير المركزي للمدن الرئيسية إلى التركيز على التنمية المتوازنة لمناطق المملكة كافة، وهذا التوجه برز بشكل كبير من خلال المشاريع الكبيرة التي تبنته الدولة و الميزانيات السابقة لتطوير المناطق الأقل نموا في المملكة .. و المحاولة الإستراتيجية الواضحة لتقليل الهجرة للمناطق الرئيسية بل و تتعدى إلى تشجيع الهجرة العكسية ، وهذه قراءة واضحة لمشاريع التعليم العالي من خلال افتتاح العديد من الجامعات في المناطق المختلفة وكذلك الاستثمارات في القطاعات الصحية و الحكومية الأخرى و تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في تلك المناطق ، وهذه مشاهدات شخصية لاحظتها خلال زيارتي لبعض مناطق المملكة خلال العام الماضي تحديدا. و بناء على ما ذكر فإن الاستثمار الكبير الذي يبرز في أرقام ميزانية وزارة النقل هو مؤشر على التوجه الإستراتيجي لتعزيز البينة التحتية لقطاع النقل و التركيز على الطرق الرئيسية التي تربط مناطق المملكة المختلفة ، و الحديث عن 65 مليار ريال كميزانية يجعل الحديث عن حلم البنية التحتية للطرق يقترب من الحقيقة ، خصوصا ونحن نعلم أن المساحة الشاسعة للمملكة تحتم توفير طرق رئيسة طويلة و إذا كان مجموع أطوال الطرق في جميع مناطق المملكة يصل إلى حوالي (59.000) تسعة وخمسين ألف كيلومتر ، منها حوالي 2900 كيلومتر الطرق الرئيسية ( السريعة) التي تربط (بعض) المدن الرئيسية في المملكة ( مثل طريق الرياضالدمام) ، فإن المستقبل ينبئ بأن تكون جميع المدن ترتبط بنفس جودة الطرق الموجودة وهو الحديث التي تذكره الوزارة من خلال تخصيص حوالي 11 مليار ريال لتنفيذ 4150 كيلومترا من الطرق في جميع مناطق المملكة و للطرق المختلفة الرئيسية و الفرعية !! تم التخصيص و الدعم ، وبقى السؤال الأهم وهو في التنفيذ والإدارة والجودة المتعلقة بالوصول إلى توقعات الجميع من مستخدمي تلك الطرق ، وأعلم أن الحكم على مدى الجودة و التنفيذ يجب أن يكون متزامنا مع الانتهاء من تلك المشاريع ، ولكني أقول إن حسن التخطيط والإحساس بأهمية تلك المشاريع في دعم مسيرة التنمية الوطنية سيكون الفيصل في نوعية النتائج. [email protected]