صدر العدد الجديد من مجلة «التنمية الإدارية» التي تستضيف على صفحاتها شاهداً على عصر التنمية الإدارية بالمملكة العربية السعودية، وهو أ.أحمد بن سالم الزهراني الأمين العام للجنة العليا للتنظيم الإداري، الذي قضى أكثر من 30 عاماً بين أروقة اللجنتين: العليا للإصلاح الإداري، والعليا للتنظيم الإداري. فقد التقته المجلة وتجاذبت معه أطراف الحديث حول العديد من الموضوعات المهمة، ومنها: أهم محطات الإصلاح والتنمية الإدارية، ومهام هاتين اللجنتين وأدوارهما في تحقيق هذه التنمية، وأبرز الإنجازات التي حققتها اللجنة العليا للتنظيم الإداري، وكيفية الاستجابة من التجارب العالمية في هذا الشأن، وكذلك أبرز التجارب العربية في مجال التنظيم والتطوير الإداري، وأهم تحديات التنمية الإدارية في المملكة ... وغيرها من القضايا الجادة. وكعادتها تفتح «التنمية الإدارية» ملف إحدى القضايا الجدلية المهمة، وهي تجربة المتحدثين الرسميين في الأجهزة الحكومية؛ بهدف تقييمها. خاصة بعد صدور قرار مجلس الوزراء بإلزام الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة وغيرها من الأجهزة الحكومية الأخرى، بتعيين متحدثين رسميين بمقراتها المختلفة؛ للتواصل مع وسائل الإعلام ومندوبيها ومراسليها، وتزويدهم بالمعلومات والمستجدات، وبمرور الأيام برزت العديد من السلبيات أهمها شكاوى الإعلاميين أنفسهم من هؤلاء المتحدثين، سواء: بحجب المعلومات عنهم، أو المبالغة ومحاولة تلميع مسئولي هذه الأجهزة التي ينتمي إليها المتحدثون الرسميون، وإدلائهم للإعلاميين بمعلومات ربما لا تهم الرأي العام. وتستطلع المجلة أيضاً آراء المتخصصين والأكاديميين والخبراء حول ظاهرة خطيرة، انتشرت في الآونة الأخيرة وهي ظاهرة سهر الموظفين لأوقات متأخرة ليلاً، والتي أصبحت داءً خطيراً يفتك بأهم عنصر من عناصر التنمية وهو العنصر البشري، وذلك بما يؤثر على أداء هؤلاء الموظفين، فيلجأون للغياب والتأخر عن العمل، وربما انعدام نشاطهم الذي يتطلبه إنجازهم مهام وظائفهم، ويتطور الأمر فيصبح لسهرهم أعراضه المرضية الجسمانية: كالصداع، والغثيان، والتوتر العصبي، وضعف الذاكرة ... وغيرها من المشكلات الصحية، التي تمثل تحدياً صارخاً أمام التنمية الإدارية، ثم تفتح المجلة تحقيقاً صحفياً حول مشاركة المواطنين في تحسين أداء الأجهزة الحكومية وتطويرها، فبعض هذه الأجهزة يقبل على استحياء هذه المشاركة، وبعضها لايتيح لهؤلاء المواطنين تلك المشاركة، رغم أن المواطن السعودي لم يعد يقبل تجاهل دوره، فهو يرى نفسه المستفيد والشريك والمساعد في هذه المهمة التنموية، وهوالمفهوم العصري الذي تتبناه دول ومجتمعات عديدة في العالم. وتواصل «التنمية الإدارية» تقديم باقي موادها وموضوعاتها وأخبارها وأبوابها الثابتة المتميزة لقرائها، بالإضافة لباقة من المقالات بأقلام نخبة من المثقفين والمتخصصين.