اللقاءات والحوارات المثالية مناخ اجتماعي وبيئة جميلة، تساهم في صناعة الفكرة وصياغة رؤى ومعالجة تطلعات (محبوسة) في النفوس، تجد آذاناً صاغية تستقبلها.. ومحافظة الرس عاشت سنوات تشهد اجتماعات ولقاءات من خلال بيوت مفتوحة وأصوات خافتة.. وهي لقاءات منزلية هنا وهناك، واجتهادات تحمل طابع الصداقات أو اللقاءات العائلية.. وكانت تحاول أحياناً أن تطرح ضمن اجتماعاتها أفكاراً إيجابية أو هموم المحافظة.. لكنها قد لا ترتقي للمثالية.. ولا تطبق معايير الحوارات المنظمة، وربما اقتصر الحضور على فئة ومجموعة محدودة.. ثم جاء (مخيم الضيافة) لينظم حواراً مفتوحاً غير مقنن بوقت محدد، لكنه ساهم في توعية حوارية جميلة، وأسس لحوار جاد بين أبناء وشباب المحافظة. وقبل عام تقريباً أعلنت بالرس دعوة لميلاد (اثنينية) شهرية جديدة، هي الأولى من نوعها؛ حيث إنها تحمل هاجس الحوار الفكري والاجتماعي والثقافي، إنها (اثنينية) الدكتور إبراهيم الدويش في منزله العامر.. إنها لقاء مبارك، جاء لينفض الخمول والجمود، ويزيح غبار الركود الثقافي والحواري، ولتجدد الأمل وتبث روح التفاؤل.. إنها (منبر) جديد، تلبس ثوب الوقار والصفاء.. عالية الجودة.. تسعى للتميز والبحث في هموم المحافظة من خلال حراك ثقافي وحواري كان يعاني من نوم (سريري). هذه الاثنينية أشبه (بديوانية) فتحت أبوابها على مصراعيها للحضور.. فيها تتقارب النفوس، وتطمئن القلوب.. (اثنينية) لم تصادر رأياً بل تقبل نقداً، وتهدي فكراً ناضجاً ورؤى اجتهادية، تحاول أن تصنع الكمال والجمال للمحافظة وهمومها بلغة (راقية). (اثنينية) أبدعت في استضافة شخصيتَيْن، كان لهما وقع كبير في نفوس الحضور، وكان التفاعل إيجابياً والطرح صريحاً.. فقد كان الضيف الأول الدكتور خليفة المسعود عميد كلية العلوم والآداب بالمحافظة، الذي طرح هموم وتطلعات التعليم العالي بالمحافظة.. والضيف الآخر الدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي لهيئة السياحة والآثار بالقصيم، وكان عنوان اللقاء (السياحة عندما تكون بُعداً حضارياً). تلك اللقاءات تحتاج إلى وقفات.. لكن بوجه عام كانت الشفافية حاضرة، والمشاركة إيجابية، وطرح من خلالها تساؤلات تكشف عن حس وطني ومشاعر فياضة وصادقة، تسعى إلى مناقشة كل ما يساهم في تطوير المحافظة والمنطقة، ويسمو بالوطن إلى مكان التميز والجودة. وقبل الختام نقول بالفم المليان «أحسنت» لصاحب الاثنينية، ولكل من شجعها وساهم في صناعتها، ولمن تجاوب بالحضور والمشاركة فيها.. وبطاقة شكر وتقدير ذهبية لذلك الرجل الذي (زرع) النبتة الاجتماعية في منزله واستضافها بيده الكريمة وكرمه الحاتمي.. لتضاف إلى حقل (الأوائل)، إنه الدكتور إبراهيم بن عبدالله الدويش، الذي فتح قلبه قبل بابه قائلاً «أهلاً وسهلاً بكم يشرفنا حضوركم». إن هذه الاثنينية تستقبلك بابتسامة، وتودعك برسالة تقول (لا تنسَ موعدنا القادم)؛ فأنت شريك في الحوار والتفاعل بل (وقود) يساهم في النجاح. أرجو أن يقف هذا (المنبر) شامخاً، وألا يموت مبكراً أو يتعثر في منتصف الطريق، بل يواصل العطاء، ويكون شمعة تضيء وتنير ما حولها.. وإلى اللقاء. [email protected] - الرس