الفصل الثاني من كتاب «القويعية قاعدة العرض» للمؤلف عبدالله بن محمد اليابس بذل فيه المؤلف على ما يظهر جهدأً كبيراً يتضح ذلك في ثراء المعلومات وتنوعها ودقة الرصد تكلم عن القويعية وحدد موقعها، وتعريفاً وافياً بسبب التسمية وتاريخ نشأتها، وخلص إلى أن القويعية اكتسبت اسمها من وادي القويع الذي أسست على جانبي مجراه، وأن بنو زيد سكنوا القويعية قبل نهاية عام 1100ه ووثق شرائها عام 1123ه من قبيلة السهول التي كانت لها اليد الطولى على هذه المنطقة في ذلك الوقت. ثم انتشر بنو زيد في عموم أودية العرض وأسسوا القرى والمزارع والنخيل ثم توافد إليهم عدد كثير من القبائل والأسر الأخرى وسكنوا معهم ومن حولهم. ثم تطرق إلى المراحل السكانية لمدينة القويعية مدعمة برسم توضيحي للمدينة القديمة موضحا أسماء الحارات والطرق والظليمات والآبار والمزارع والمعالم والمساجد وأسوار المدينة وأبراجها وأبوابها وأسماء الأسر وذكر علماءها ومن تولى القضاء فيها وذكر أسماء الأمراء الذين تعاقبوا عليها ومن واقع هذا السرد يتضح أن معظم أمرائها من أهلها. وأن القويعية عبر تاريخها لم تخل يوما من أمير أو قاض مما يدل على وعي أهلها وحرصهم على استقرار الأمن وإرساء دعائم العدل، وأورد أسماء الحسبة والدعاء وأسماء المعلمين والمعلمات الذين مارسوا التدريس في الكتاتيب. ثم تطرق إلى المهن والحرف اليدوية من زراعة ونجارة وحدادة وحياكة وخرازة، وأسماء أبرز من يجيد هذا الحرف وأسماء الألعاب الشعبية، حامية، القب، شق القنا، أشريخ الشرخ، الكعوب، أوم فريغين، العويدات، عظيم لاح، وغيرها. والأكلات الشعبية وعادات الطعام والمناسبات وأسمائها، وأسماء الطيور المستوطنة والمهاجرة، الغرانيق، الصعو، المسلق، الدخل، النحم، الصقعاء، والحيوانات والزواحف وتعريف بجميع أنواع الأعشاب، الصبط، البسباس، الخزامى، الثغام، الثمام، الرمث، الشبرم، الشرشر، الربلة، والطب الشعبي وأسماء من يجيدونه. ثم تطرق إلى تعريف أدوات السواني، المحور، الدراجة، الزابن، النبع، الحقب، البطان، الزرانيق، الدامر، الغرب، السريح، القراعة، الزاوعرف، النصع، والشارة، الشبح، وأنواع أدوات الصيد، النباطة، والحقة، والنبل، والفتيل، وألقى ضوء على الغناء مع السواني وحداء الإبل وغناء الحريم مع استدارة الرحاء، وشيلات الغناء عند بذر الحبوب والحصاد، ومراحل البناء والغناء على المهراس. وشرح أنواع النقود المتداولة والحلي، الأساور، والأهلة، البناجر، الحجول، الزناط، والمكاييل، والوزن، صاع، مد، نصيفن قفان ومقاييس الطول، الميل، الذراع، البوع، الشبر. ووثق أسماء ما يحويه البيت، التنور، الجصة، الكريه، الصفة، الباحة، الروشن، الكوة، الوجار، الكمار. وحسب المصادر التاريخية ذكر أن لأهلها قصب السبق في مؤازرة الدعوة السلفية على يدي الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب رحمهما الله تعالى حيث ذكر ابن بشر في تاريخه أنه في سنة 1169ه وفد أهل القويعية على الشيخ محمد وبايعوه ومن يومها لم يشقوا عصا الطاعة وظلوا على هذا العهد وفاء وولاء للدولة السعودية بكل أدوارها. وبرز منهم رجال شجعان ساهموا في كثير من الغزوات مما جعلهم محط اهتمام أئمة آل سعود تقديراً لمواقفهم المشرفة. وقد زارها الملك عبدالعزيز مرتين عام 1324هوعام 1333ه وزارها الملك سعود عام 1374ه والملك فيصل رحمهم الله جميعا. وفي لمسة وفاء خص الرواد من المعلمين بترجمة وافية وعلى رأسهم والده الرائد الأول وشيخ المعلمين محمد بن عبدالله بن سعد اليابس الذي عاصر تعليم الكتاتيب والتعليم الحديث وترك أثراً طيباً وبصمة مضيئة لا تزال عالقة في أذهان أبنائه ومحبيه رحمه الله تعالى.