حصل الشيخ عبد المحسن بن سليمان التركي المشرف على مناديب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الإصلاحيات على درجة الماجستير بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى من كلية الدعوة والإعلام قسم الدعوة والاحتساب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بعد مناقشة رسالة الماجستير عن أطروحته «السَّتر على المحتسب عليهم دراسة ميدانية تقويمية على إجراءات الستر في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة الرياض» التي ناقشها صباح يوم الأربعاء الموافق 20/2/1434ه. وتكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور بقسم الدعوة والاحتساب عبد الله بن إبراهيم اللحيدان عضوا والاستاذ المشارك بقسم الدعوة والاحتساب الدكتور علي بن أحمد الأحمد عضوا والاستاذ المشارك بقسم الدعوة والاحتساب الدكتور سليمان بن عبد الله الحبس مشرفا ومقررا. وبين الباحث في دراسته أن من أهم ما دعاه لدراسة هذا الموضوع الحاجة في عصرنا إلى المزيد من الإلمام بتطبيقات الستر في المجتمع السعودي من قبل المحتسبين، وأن السَّتر دافع كبير لتوبة العبد والتوبة بأنواعها من أهم الأهداف والغايات التي شرعت من اجلها الحسبة وكذلك الحاجة إلى تقويم إجراءات السَّتر على المحتسب عليهم . وتناول الباحث في رسالته من خلال الجانب النظري بيان مفهوم السَّتر ومشروعيته وثمراته على الفرد والأسر والمجتمع بأسره وكذلك بيان مسؤولية المحتسب في الستر على المحتسب عليهم وأصناف المستور عليهم والمنكرات التي يتم فيها الستر وبيان ضوابط السَّتر الشرعية والنظامية، وذكر أهم صور الستر منها حفظ سر المحتسب عليهم وعدم التجسس على المحتسب عليهم وحسن الظن بهم وعدم البحث عن ماضي فسق المحتسب عليهم وأهمية أن يكون الاحتساب سرا بين المحتسب والمحتسب عليهم. وفي الجانب الميداني تطرق الباحث لأهم معوقات السَّتر وسبل معالجة تلك المعوقات وكيفية تفعيل الستر في المجتمع وتقديم مقترحات علمية لنشر وتفعيل الستر على المحتسب عليهم .. وتجلى للباحث في ختام رسالته ذكر عدد من النتائج التي توصل إليها منها: أن القاعدة العامة في النصوص الشرعية هي الحث على السَّتر على أصحاب المعاصي والخطيئات والتجاوز عن العورات والزلات، وأن القرآن الكريم تناول الستر في آيات عديدة وحث عليه في مواطن متفرقة، كما وردت أحاديث عديدة في السنة المطهرة تبين فضله ورفعة منزلته وأثاره على الفرد والمجتمع، إضافة إلى أن الشارع الحكيم حرم إيذاء المؤمنين بهتك أعراضهم وإظهار معاصيهم للآخرين وكشف عيوبهم وزلاتهم ونشرها وإذاعتها، وأنه ينبغي على المحتسب أن يكون فاهما لأحوال الناس والوقائع المعاصرة والأحداث الجارية سواء كانت عامة أو خاصة بمعرفة حقيقتها وأسبابها وآثارها ووسائل حماية المجتمع من أضرارها، وأن إخبار ولي الفتاة الأصلح سواء القاصرة أو ولي المرأة المتزوجة الواقعة في الحد أو غير مبالية بما ارتكبت فيما دون الحد عند الضرورة لذلك ليس لمعاقبتهم بل للمحافظة عليهن ومعرفة الأسباب التي أدت لانحرافهن ومعالجتها، وأن العلاقة بين المسلم وغير المسلم تقوم على الحرص على هدايته إلى الإسلام وإدخاله فيه بالإقناع وحسن المعاملة، ومن هنا ينبغي أن تتنوع أساليب الاحتساب فالسَّتر على غير المسلم قد يكون من العوامل المهمة في دخوله للإسلام. وبين أن الدراسة الميدانية أظهرت أن إجراءات السَّتر على المحتسب عليهم تحتاج إلى مزيد من الإيضاح في كيفية الستر والمنكرات التي يتم فيها الستر وأصناف المستور عليهم وإنزال تلك الضوابط على تلك المنكرات، كما كشفت الدراسة الميدانية عدم معرفة حال مرتكب المنكر هاجس يؤرق المحتسب ويحد من إقدامه على الستر لجهله بحال مرتكب المنكر خاصة في المدن الكبرى كمدينة الرياض التي يقارب عدد سكانها ستة ملايين نسمة، وبينت الدراسة ان السَّتر عام للجميع دون استثناء ما لم يتعارض مع المقاصد الشرعية في تطبيقه. وأوصى الباحث بعدد من التوصيات منها: ضرورة نشر وتعزيز مفهوم الستر وبيان مقاصده لكل العاملين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أوصى الجهات ذات العلاقة بمزيد من الإيضاح لضوابط الستر وفق المنهج الشرعي والأنظمة المرعية وتصنيف تلك الضوابط على المنكرات خاصة في المنكرات التي دون الحد، وتفعيل قنوات التواصل بين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهات الحكومية الأخرى من أجل تفعيل ونشر الستر، وكذلك إنشاء وحدة إدارية في الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمتابعة من تم الستر عليهم ومساعدتهم في عدم العودة لارتكاب المنكرات، كما طالب الباحث الجهات ذات العلاقة بأهمية إنشاء مكاتب في مراكز الشرط وسجون النساء ودور الفتيات والأحداث تكون لها العديد من المهام التوجيهية ومن ضمنها تحديد من يستحق الستر ومن لا يستحقه وفق الضوابط التي تحدد لهم. وختم الباحث رسالته بشكر مسؤولي الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخص بالشكر معالي الرئيس العام فضيلة الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ ووكلائه وفضيلة مدير عام فرع الرئاسة بمنطقة الرياض الشيخ صلاح السعيد وفضيلة المدير العام المساعد الشيخ محمد العصيمي وفضيلة رئيس هيئة مدينة الرياض الشيخ بندر المطيري وكذلك شكر معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل ووكلائه وفضيلة عميد كلية الدعوة والأعلام ووكلائه وفضيلة رئيس قسم الدعوة والاحتساب وأساتذة القسم وفضيلة المشرف على الرسالة الشيخ الدكتور سليمان الحبس على ما قدموه من إرشاد وتوجيه.