فاصلة: ((لا رهبانية في الإسلام)) - سيد الخلق محمد عليه افضل الصلاة والسلام - أتساءل اذا كان خطابنا الديني مؤثراً في شباب اليوم؟ شباب اليوم الذي اختلف كثيراً عن الجيل الذي قبله حتى بات الجيل السابق يحاول الركض خلفه ليلتقي معه في نقاط مشتركة. شباب اليوم الذي بات يتعرف على العالم من حوله دون أن يحتاج إلى جواز سفر وصار يتواصل دون أن يحتاج إلى إذن أسري للتواصل. كيف له أن يقبل خطاباً دينياً لا يخاطب عقله؟ نعم إذا كان خطابنا الديني ما زال يتحدث عن العبادات دون اهتمام بالحياة فلن يتصالح أبدا مع شباب يفكرون كيف يعيشون حياتهم ويستمتعون بها وهم لم يخطئوا في شيء فالإسلام ليس رهبانيا. لنأخذ على سبيل المثال العلاقات بين الجنسين فبينما كانت الأسرة السعودية لا تسمح بأي تواصل بين الجنسين حتى وإن كان الشاب خطيباً للفتاة ما لم يتم عقد القران. وتبعاً لذلك فإن كثيراً من تواصل البنات مع الشباب كان يتم في الخفاء مما أوجد فجوة بين التواصل الإنساني بينهم ويلحظ ذلك أي إنسان يرى كيف تتواصل الفتاة السعودية باحترام مع الأجنبي بينما لا تستطيع هي ولا الشاب السعودي أن يتواصلا دون أي تحرج أو ريبة. اليوم ومع ظهور مواقع كالفيس بوك وتويتر تناقش الفتيات السعوديات الشباب دون أي اعتراض من أي من التيارات المحرمة للتواصل بين الجنسين والعلاقة في النور لا ينتج عنها الخطأ كما أي علاقة في الخفاء غطائها النفسي الخطيئة. التدين هو أساس فطرة الإنسان في كل مكان والغرب المادي بدأ يلتفت إلى أهميته منذ زمن واتجه إلى الروحانيات. أما نحن فما زلنا نحاول أن نغزو عقول الشباب بتأسيس الدين لديهم وفق لغة ترهيبية لا يمكن أن ينتج عنها سوى ابتعاد الشباب عن الدين، فصار الخوف من لقاء الله يوم القيامة وهو سبحانه أرأف بنا من أمهاتنا. وصارت العلاقة معه ترديد لكلمات دون يقين داخلي بتدبيره للكون وأمورنا. الأولى أن يكون خطابنا الديني متجه إلى إنارة العقول بالمعرفة والتخلص من الغلو الذي لن يفيد الشباب وسط كم الإغراءات المادية من حولهم. لذلك على الخطاب الديني أن يستعمل أدوات جديدة تخاطب العقل كما أن الترغيب والرفق أداة لا تبلى وقد استعملها نبينا الكريم في نشر رسالته والتعامل مع الناس.. هو دين الرحمة والتسامح وقبول الآخر، ولا أعرف لماذا لا يكون كذلك في خطابنا إلى شبابنا في زمن نحن بحاجة ماسة فيه إلى السلام. [email protected]