في أحد اللقاءات مع معالي مدير جامعة الباحة الدكتور سعد الحريقي، عقب تولية إدارة الجامعة اقترحت عليه أن يكون التحدي لجامعة الباحة هو التميز في التعليم التربوي. لأسباب منها تخصص معاليه في مجال التربية وتميز التعليم التربوي بمنطقة الباحة كإحدى أولى المناطق التي اكتفت من المعلمين السعوديين، وبالتالي تكون لديها تجربة وإرث تربوي يجعلها مؤهلة لمواصلة التميز في التعليم التربوي عبر جامعتها الجديدة. ولكون جامعة الباحةالجديدة لن تستطيع المنافسة في تخصصات طبية أو هندسية في الفترة الراهنه لعدم وجود المقومات الكافية لذلك؛ فبالتالي عليها التركيز على التميز في مجال هو مجال التعليم التربوي. بكل أسف لم نشهد التميز الذي طالبنا به في هذا المجال ويبدو أننا نفقد فرصة كنت أحسبها مواتية للتميز في التعليم التربوي الذي أعتقد أنه متواضع بشكل عام بجميع جامعاتنا السعودية. جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن هي الأخرى جامعة تعتبر ناشئة، رغم أن بعض مكوناتها ذات عمر طويل، ونجدها تسير على خطوات الجامعات الأخرى المتمثلة في الركض خلف افتتاح كليات صحية ونسيان الاهتمام بنواتها ألا وهو التعليم التربوي. معالي مدير جامعة نورة الدكتورة هدى العميل متخصصة في المجال التربوي؛ لذلك أضع الكرة في مرماها وأطالبها، بل أضعه تحديا أمامها، بأن تجعل جامعة نورة متميزة في مجال التخصصات التربوية. أريدها أن تنفض الغبار الذي خيم على التعليم التربوي بكليات التربية وكليات المعلمين والمعلمات وأن تعيد صياغته بالجامعة بشكل جديد. أنصح جامعة نورة بأن تنسى النماذج الموجودة بكليات التربية المحلية وأن تعمل وكأنها تبدأ من جديد بالإطلاع على مناهج كليات التربية في دول العالم المتقدمة تربوياً وعلميا، ويشمل ذلك مدخلات تلك الكليات ومناهجها وطرق التدريس بها وطرق التدريب والتطبيق بها. لست متخصص في التربية لكن ما أملكه من مفاهيم في التعليم بصفة عامة والتعليم العالي والتقني الصحي بصفة خاصة يقودني للقول بأن كليات التربية لدينا تقدم علوما تربوية - ربما - لكنها لا تؤهل الطالب لمهنة التدريس بالشكل المتميز. وفي فترة سابقة احتج أحد الزملاء الأساتذة بإحدى كليات التربية بأن كليات المعلمين هي المعنية بإعداد المعلمين مهنياً بينما كليات التربية مفهومها أشمل لتشمل العلوم التربوية وفلسفتها،.. إلخ. الآن نحن نقوم بدمج كليات المعلمين وكليات التربية معاً، تحت مسمى في الغالب هو كلية التربية. فهل لا زال التفريق بين كلية المعلمين وكلية التربية قائماً في ظل توحيد مرجعيتهما ودمج بعضهما معاً؟ أعود إلى جامعة نورة وأهمس في أذن القائمين عليها بأنهم لن يتميزوا في الطب لأن هناك كليات سبقتهم في نفس المدينة ولديها من الإمكانيات والإرث ما يجعل المنافسة معها صعبة من قبل كلية جديدة. لذا لعله من الأفضل لهم صرف النظر عن إنشاء كلية طب والتركيز على التميز في تخصصات نواة الجامعة الأساسية المتمثلة في العلوم التربوية والإنسانية. وأضيف بأن وضع الجامعة يزداد تعقيداً في المجال الصحي لأنها عادت لتعمل كالأقسام النسائية في الجامعات الأخرى حينما يكون دور القسم النسائي وإدارته مجرد تلقي التعليمات من قبل الإدارة الرجالية غير القادرة على إدراك الواقع بتفاصيله في القسم النسائي. *** سأواصل الكتابة حول التعليم التربوي في مقالات أخرى [email protected] لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm