لاشك أن صدور الميزانية الجديدة التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله - بهذا الفائض الكبير، تدل دلالة واضحة على أن المملكة مقبلة على مرحلة كبيرة من التطور والنماء والرخاء. هذه الميزانية - بحمد الله ومنته - تثبت أن الاقتصاد السعودي، قادر على مجاراة أقوى الأنظمة الاقتصادية، وهذا ما أسعدنا جميعا فهي تحمل معها الخير والنماء والرفاهية لكل مواطن سعودي وتعد داعما كبيرا لمسيرة التنمية الشاملة..ولكن رغم ذلك ستظل سعادتنا أكبر وأعظم عندما علمنا بشفاء مليكنا الغالي ورأيناه وهو بوافر الصحة والعافية، فهذه كانت فرحة عارمة ملأت قلوبنا جميعا، تلك المشاعر الصادقة للشعب السعودي من أقصاه إلى أقصاه وهذا الحب لم يأت من فراغ وليس مستغربا على الشعب السعودي الذي تربطه بمليكه منذ أن بايعه ومنذ أن تولى مسئولية الحكم لهذه البلاد المباركة علاقة حب متبادل قوية ومتينة لا تشوبها شائبة. للحقيقة والتاريخ إن خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) يبذل جهوداً كبيرة وكثيرا ما يأتي على حساب صحته الغالية علينا جميعا من أجل رفعة شأن الوطن والمواطن ومن أجل تحقيق كل ما يتمناه المواطن ورفع مستوى المعيشة في جميع أنحاء البلاد حتى يتمكن المواطن من العيش في أمن وأمان ورخاء. لقد انتهج مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - في تعامله مع مواطنيه سياسة قائمة على الشورى والتناصح مع الرعية واغتنام الفرص لتبادل الرأي، مسترشدا بما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف، فكان لهذا النهج القويم الذي سار عليه أبناؤه الملوك من بعده الأثر الكبير فيما تعيشه المملكة وأهلها من تلاحم وتطور كبير قائم على تعاضد الدولة والمواطنين. وتجسيداً لهذا النهج كانت لقاءات الملك عبدالعزيز مستمرة ومتواصلة مع المواطنين يقدم لهم النصح ويسدي لهم التوجيه. وسار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على نهج والده في تعامله مع مواطنيه وظل قريبا منهم فأحبهم وأحبوه وأخلص لهم فأخلصوا له وللوطن، ودأب خادم الحرمين الشريفين بالمحافظة على وحدة الوطن وسلامة أرضه وتلاحم أمته. نحن إذ نهنئ الشعب الكريم على هذه النعمة، ونحمد الله أن رزقنا قيادة حكيمة لا ترى سبيلاً للرخاء إلا وسلكته ندعو الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وحفظ الله مليكنا المفدى وعضده بولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رجل الأمن والأمان الذي نهل من والده - رحمه الله- سياسة الحكمة والحزم، فهذا الشبل من ذاك الأسد. نسأل الله بمنّه وكرمه أن يحفظ مليكنا من كل مكروه ويديم هذا التلاحم والحب بين القيادة والشعب. - سعد بن علي الشريف