السلام عليكم ورحمة الله,. لم يكن في ذهني أن مسألة توصيل تيار الكهرباء الى منزلي الصغير الذي أبنيته في حي غرناطة في الرياض ستتحول الى قضية معقدة تستعصي على الحل، وقد يتعثر بسبب هذه القضية توصيل التيار الى المنزلي عدة أشهر؛ فقد كان في ظني ان الأمر لا يتجاوز تحقيق شروط الشركة في صندوق العداد، ونوعه ومواصفاته، وتسديد الرسوم حتى تتولى بعد ذلك الشركة دورها في توصيل التيار لمواطن قام بتحقيق كل الشروط المطلوبة منه قبل مرحلة التمديد. إلا ان الأمر المفاجىء بالنسبة لمواطن مثلي لا يعلم كثيرا في هذه المسائل, ان تأخر التركيب عن المدة المحددة لي، وهي شهران من تاريخ تسديد الرسوم، لأكثر من شهر ونصف، وكان الرد الذي أتلقاه في كل مرة أتجرأ وأسأل عن السبب هو ان الشركة تفتقد لمواد التركيب وعليّ ان أنتظر الى ان تؤمن الشركة المواد، ولم أكن اصرح لأحد انني أعجب كيف تأخذ الشركة من المواطنين الرسوم وهي لا تملك ما يوصل به التيار!! أليست قضية توصيل الكهرباء في حقيقتها بيعا وشراء؟، فكيف تبيع الشركة مالا تملك؟ وتقبض الثمن حاضرا ثم تتأخر مدة طويلة في تأمين المبيع؟. بعد مدة علمت من بعض الإخوة ان مسألة المواد انتهت، وان الشركة قد امنت تلك المواد فتفاءلت خيرا وذهبت الى الشركة، فقابلت أحد المهندسين، ومنه علمت ان معاملتي قد أحيلت الى المقاول المنفذ، ولكن المقاول لن يوصل لي التيار إلا بعد ان أزيل ما سماه بالمخلفات، وهي في الحقيقة ليست مخلفات ولكنها بلاط وأسمنت أي مواد بناء، فقلت أين المخلفات؟ التي أمام منزلي؟ قال: التي في طريق الكيبل، والكيبل يا سادة يا كرام طوله 132 مترا مما يعني انني لابد أن أتولى تنظيف كل هذه المسافة، قلت له: غير معقول! لأن جاري الملاصق لديه كهرباء، والكيبل سيأتي منه اليّ فلا يمكن أن يكون طريق الكيبل الى منزلي بهذا الطول، ففرد المهندس المشكور خرائطه، واحدَّ نظره، ثم رفع عينيه نحوي وقال: نعم، ولكننا لن نوصل التيار اليك حتى تزيل المخلفات التي في طريق الكيبل كله, قلت ليس في طريق فخامة الكيبل الى منزلي أي مخلفات، قال: نعم، ولكن الكيبل سيتجاوزك الى آخر البلك، لأن هناك مشتركا آخر سيطلب الخدمة فيما بعد، والمخلفات في طريقه نحو ذاك الهدف، قلت وما ذنبي انا في هذا الموضوع، توصيل الكيبل الى آخر الشارع عمل الشركة فهل أقوم أنا بأعمالها؟ ثم ما الفرق بين تنظيف طريق فخامة الكيبل أو حفر مكان له، ليرقد فيه، أليست كلها متعلقة بالكيبل والمواطن والشارع؟ فلماذا عزلنا التنظيف عن الحفر وكلها مسائل متصلة بتوصيل التيار؟ ثم كيف يلام المواطن على أشياء ليست أمام منزله، وليس سببا في وضعها؟ ثم ماذا بقي للشركة ان تفعله اذا كنت سأنظف الشارع لتتم مشاريعها، ومخططاتها، إذاً ان تنظيف طريق الكيبل بعد منزلي ليس لي به أي صلة، إنما الشركة تريد ان تنفذ مخططاتها والمقاول يريد أن يختصر عليه الجهد والوقت، فكيف يحمل المواطن مسؤولية الموقف؟ أرى أن في هذا شططا؟ فقال لي: تريد الكهرب نظف الشارع . كدت أن أقول: يا سلام! والله منطق جميل، تريد كهرباء نظف الشارع، أجل لماذا لا يقول تريد كهرباء احفر طريق الكيبل، تريد كهرباء هد الجدران، أنا طبيعي أريد كهرباء، ولكن هل المسائل تؤخذ بهذه الصورة أو لأنه يعلم أنني وكل أحد غيري لا نستغني عن الكهرباء، ولا أستطيع ولا أحد غيري أن يذهب الى غيره ليقول هذا الكلام، اذاً هو حكم القوي على الضعيف. عندما قال لي ذلك الرد المفحم سكت لأنني لم أستطع قول الكلام السابق، فما كنت أرغب في أن أعقد الموضوع أكثر مما هو معقد، ولكن انصرفت الى مهندس متعاقد حضر الحوار، واقترحت عليهم ان يوصلوا التيار الى من طلب الخدمة وسدد الرسوم، ويرجئون الباقين الى ان يجهزوا، فقال لي إننا صرفنا من المستودع كيبل طوله 132 مترا ولن نستطيع أن نعيده، ونأخذ وصلة قصيرة، فقلت لماذا ما يستطيعون؟ قال: ومط شفتيه، أو أظنه مط السفلى فقط. وطفق المهندس المتعاقد يحاول أن يقرب وجهات النظر، ويطلب من صاحب المخلفات التي في طريق السيد الكيبل ان يزيلها، ولكنه لم يستطع اذ كان الرد أنه لا يريد كهرباء، وباءت جهوده بالخسران، وكان القرار ان يكتب الى البلدية، إلا أن أحد الإخوة الموظفين الكرام تفضل مشكورا بأن قال: ان الشركة لا تكتب شيئا، ولكن الذي يكتب هو المواطن، وهو الذي يرفع الشكاوي، فالقضية بين مواطن وآخر، وليست بين الشركة والمواطن؛ فعلى المواطن ان يرفع الشكوى وعلى المواطن ان يزيل المخلفات، وعلى المواطن ان ينظف الشارع، فإذا ما تم ذلك كله فليراجعنا. سكت,, وخرجت,, وفي ذهني سؤال: توصيل التيار الكهربائي بكل مراحله مسؤولية من؟ هل هو مسؤولية المواطن، أم مسؤولية الشركة, إذا كانت مسؤولية المواطن فلماذا الرسوم؟ واذا كانت مسؤولية الشركة، فكيف أحمل جزءا من مسؤولية مد الكيبل، خاصة وان هذا الجزء لا يتصل بي، وانما هو جزء من مشروعات الشركة ومخططاتها وعلى الشركة ان تتحمل مسؤولية كل العقبات التي تواجهها في هذا الطريق؟ فهل يقوم المواطن بعمل الشركة؟. إبراهيم بن محمد الشتوي