حصلت الشركة السعودية للكهرباء ممثلة بقطاع تقنية المعلومات والاتصالات على المركز الأول في المسابقة العالمية التي نظمت في أمستردام بهولندا الأسبوع الماضي، وفازت بأفضل مشروع لتطبيق أرشفة الوثائق الهندسية باستخدام حلول (بروجكت وايز) على مستوى العالم، وأوضحت الشركة في بيان صحفي أنها شاركت في المسابقة العالمية بتجربتها الناجحة في تطبيق أرشفة الوثائق الهندسية. الهوس بالمسابقات الدولية، يجعلنا نركض وراء الدعاية والإعلان، مَن يصدّق أن شركة الكهرباء الأولى عالميًّا؟ خصوصًا بعد سقوط كيبل الضغط العالي على عرس أو مأتم عين دار بأبقيق؟ الكيبل على مقربة من المساكن، وهو أمر ممنوع، والكيبل معلّق على أعمدة، وليس داخل التربة، وهو أسوأ أنواع التوصيل، وذلك لتوفير الإنفاق المالي، وأخيرًا الكيبل ينقطع، ويسقط، ولا تغلق المحطة الرئيسة التيار؟ فيقتل كلَّ مَن تحته؟ هذه أبجديات التوصيلات الكهربائية أن يفصل التيار فور انقطاع الكيبل، لكن استمراره من الشركة الأولى عالميًّا في الأرشفة أدّى إلى هذه الكارثة. شركة الكهرباء عملها الرئيس هو توفير خدمات الكهرباء للمواطنين، لماذا تتعب نفسها بالمشاركة في مسابقة الأرشفة، تستطيع الشركة أن تشارك في ستة مسابقات عالمية أخرى في تخصصها، وأنا متأكد أنها ستحجز المقعد الأول بلا منازع: مسابقة أكبر شركة تتلقى معونات من الدولة، مسابقة أقل شركة تعطي أرباحًا للمساهمين فيها، مسابقة أكبر شركة تقطع التيار عن المشتركين، ولا تعتذر، ولا تعوضهم، ومسابقة أكبر شركة تسبب تلوث باستخدام النفط الخام والديزل في مولداتها للطاقة، ومسابقة أكثر شركة حظًّا في الحصول على المحروقات مجانًا، أو بسعر زهيد، والدفع المؤجل، ومسابقة أقل شركة أمنًا عند انقطاع كيبل تيار ضغط عالٍ. يا ليت الشركة تعطينا تفصيلات أكبر عن مسابقة الأرشفة، لنتعرف على قيمتها العلمية، خصوصًا لجنة التحكيم، وكم الحاضرين فيها؟ وما هي القيمة المضافة للشركة، وللمملكة بالفوز فيها؟ بل بالمشاركة فيها أصلاً؟ وفي رأيي لو نجحت الشركة في الأرشفة، فهو شيء لا يستحق عناء السفر، ليس لأن الأرشفة ليست مهمة، وليس لأن الأرشفة لا تولد الكهرباء، بل بالعكس لأن الأرشفة تدل على وجود كميات هائلة من الورق، وهو قرين الروتين.