جاز الجاز أو القاز كما في بعض اللهجات، وهو أداة من الادوات الشعبية القديمة التي كانت سائدة في الماضي في مجال خلع الاسنان حسب الطريقة التقليدية القديمة قبل معرفتنا للوسائل العلمية الحديثة. والجاز هذا عبارة عن كماشة من الحديد, يقوم بصناعة الجاز حرفي قديم هو (الحدّاد) أو الصانع حسب التسمية الشعبية وهو حرفي يضع هذه الأداة بأشكال متعددة ولكن جوهر الاداة واحد, وقد تحدثت عن هذا الحرفي وادواته وما يصنعه في الجزء الثالث من تراث الاجداد (مطبوع) والطبيب الشعبي القديم الذي كان يقوم بخلع الاسنان بواسطة الجاز او الكلابتين كما تعرف في بعض اللهجات له أداة أخرى (انظر الصورة) ذات رأس شبه دائري وحاد من جميع جهاته يساعد الطبيب الشعبي القديم في إبعاد اللثة عن السن كي يكون واضحاً ومن ثم يقبض عليه بواسطة الجاز ومن ثم خلعه, وقد شاهدت هذه الطريقة في صغري وهي طريقة مؤلمة ولها اضرار جانبية لعدم توفر الشروط الصحية بعكس حياتنا المعاصرة - ولله الحمد - حيث المستشفيات المتخصصة في طب وعلاج الاسنان التي يديرها اطباء سعوديون من أبنائنا واخواننا ممن يحملون ارقى التخصصات الطبية في هذا المجال وفقهم الله, وطبيب الاسنان الشعبي القديم هو الذي يقوم بخلع الأسنان والحلاقة والحجامة في آن واحد لذلك يقولون في أمثالهم حجام او قلاع ضروس يقال المثل بحق من يؤدي اكثر من عمل، وفي المعجم ان الكلبتين اداة تخلع بهما الأسنان وهي من الكلمات المولدة والتي كانت مستعملة قديماً في عصر الرواية، واحفظ للحميدي بن منصور قوله: والى أوجعك ضرس الأضراس فدواه شلع الحديده ويقول الأمير محمد بن سعود - رحمه الله -: القاز يعبا للضروس المثاني واعرف ترى ضرس اللبن يشلعه سن ومن رجال الأزجال المغربية قول القائل: ضرسك الى اوجعت نحيها بكلاب ماض من حديد وفي المثل الشعبي أيضاً فلان ضرس على ياكل ولا يؤكل عليه, لمن يستفيد ولا يستفاد منه, ومن القصص الشعبية القديمة اورد هذه القصة التي لها علاقة بدراستنا هذه وخلاصتها أن ملكاً خرج مع حاشيته للنزهة فمر على شيخ طاعن في السن وسأله قائلاً: كيف حال الجماعة. فرد الشيخ تفرقوا, قال له الملك كيف حال البعيد قال اصبح قريب, قال الملك كيف حال الاثنين, قال اصبحوا ثلاثة, قال الملك لا تبيع برخيص فأجابه الشيخ لا توصي حريص,بعد ذلك طلب الملك من وزيره ان يشرح له الحوار الذي دار بينه وبين الشيخ وحدد له مهلة بذلك والا فإنه سيعاقبه ويبعده عن وزارته, ولكن الوزير بعد ان اعياه الجواب ذهب الى الشيخ واخبره بأن الجماعة الذين تفرقوا هم الاسنان وان البعيد الذي صار قريباً هو النظر (الرؤية) حيث كان في شبابه يرى البعيد والآن بالكاد يرى طريقه، اما الاثنان فهما ساقاه اصبحت العصا ثالثة لهما, اما عبارة لا تبيع برخيص فإن الملك يعرف بانك ستأتي الي وتطلب الاجابة, فهو بثاقب نظره ولمنفعتي يريد مني ان آخذ منك ما اريده من الناحية المالية, وهذا ما حدث لي معك, وغير ذلك الكثير من القصص والامثال التي لها علاقة بهذه الدراسة اكتفي بهذا والا فالموضوع طويل ومتشعب ويكفي من السوار ما احاط بالمعصم, ومن القلادة ما احاط بالعنق. * ص,ب 31187الرياض 11497.