مهداة الى روح الفقيد الامير فيصل بن فهد بن عبد العزيز رحمه الله دعاني إليها الشوق والحب والشعر وقد كان للمغروم في عشقها عذرا دعاني إليها عاطر القول فانبرت إليها قوافي الشعروالقلب والحبر يقولون لي إن الرياض عزيزة فقلت لهم إن الرياض لنا الجذر وهل وارفٌ يسمو على غير جذره؟ وهل يرتجى في الحق من دونها النصر؟ فجئت إليها من شمالٍ أرومها وقد هزني شوق يضيق به الصدر برائية تختال في موكب الرؤى ويختال في أبراد أسمائها الذكر فيا بنت أجوادٍ كرام تألقوا تألق عالي النجم إذ تسطع الزهر تأثلت يارمز البطولة والندى فقد كنت فجرا قبل أن يبزغ الفجر جمعتِ عرى التاريخ والحق شامخ بأرضك يبنى المجد والشاهد الدهر فما لان فيك العزم عن حق أمة ولا همك الخطب الجليل ولا الغدر ومن مائك العذب العليل قد ارتوت عقول وروَّت خافقيك القنا السمر فأنت منار العلم في شرعة الهدى وأنت لمن أبدى العداء لنا القبر يشع ضياء الحق من كل وجهة ويودي به في كل ارجائك الكفر فكنت رحاب المتقين وأرضهم بمثل الذي وافاك من علمه الفكر فما أجزأ الشعر الرصين بمدحها يجيء لها طوعاً وما أجزأ النثر اراك مقيل الرفع قولاً وصنعة كما قال فيك النصب والجزم والجر وفي ليلك المحلوك شمسٌ تألقت من الرأي تهدينا وفي ليلك البدر لعمري لقد أوفى بكل عظيمة رجال يزين القول في ذكرها الفخر فعبد العزيز الفرد ما زال ماثلاً فما عاقه خوف ولا علّه الصبر فظل على وثبٍ الى الحق يبتغي طريقاً أذاب الذي قد سارها الجمر وجاء بنصرٍ بات فيه مجمعاً شراد البراري في جميع له قدر فإن عشنا احلاه لذيذاً مرنقا فقد ذاق فيه المر حتى حلا المر فعاد إليك الحق من بعد روعه وأورق عزم المجد يزهو ويخضر وخطت ركاز النور مرمى حضارة يحار بها عقل ويزهو بها الظفر فهذا يقيم الرأي في حاذق النهى وذاك يقيل الأمر حتى علا الأمر لئن زيَّن المجد المؤثل تاجه فقد زين الاخوان من مجدها الدر فأضحت لهم في كل عسر فرادة من الخير قد أوفى اليها اليسر والعسر فها أنت يا بنت المروءة منهل كأن به الورَّاد في جمعها الحشر فمن شرق اهل الارض أو كل مغرب يجول بها علم كما جالها الشعر وما جاءك الأعلام الا لعلمها بموردك الميمون ليس له حصر فعطرت في أندائك العلم والعلا فهذا بها مسك وذاك بها عطر وما الغيث يحكي للرياض نوالها ولا البحر يحكيها غداة هي البحر علوم وبنيان وفنَّ ونهضة هو السحر ما يلقاك بل دونها السحر وما غيرَّ الطبع الكريم يساره ولم يفتن الأجواد مال ولا قصر فيادرة الامصار تيهي تألقاً بما اختارك البادون واختارك الحضر فأنت على الألفين الف مدينة وعاصمة التثقيف يروي لها الشكر أراك بعقد العرب لما توافدت اليك وسيط العقد يزهو به النشر وكم هان هذا الجمع عند افتراقه شتاتاً وقد أورى في زنده الشر فكانوا قليلاً رغم كثرة عدهم فلما جمعت العدَّ صاروا هم الكثر فإن كان عمر المجد يزهو بتالدٍ فإن طريف المجد أنت له عمر ولو فاتك الإقرار في قول جاحدٍ بأنك لست المجد ما فاتك الاجر دعوت لك الرحمن عزاً ومنعة بكل شغاف القلب يا أيها الذخر! * عضو نادي تبوك الادبي