سألني أحد الإخوة الهواة الذين اتخذوا التفكر في طبيعة التحولات الإنسانية في المجتمع ودراستها هواية لهم دون تقديم نتائج تذكر يستفاد منها في معالجة السلبيات التي تقاطرت على مجتمعنا من كل حدب وصوب,, سألني قائلاً: هل شهر رمضان هو نفسه قبل نحو عشر سنوات؟! وقبل أن استوضح منه السؤال عاجلني بسؤال آخر: هل هذه الليالي المباركة هي نفسها التي كنا نعظمها ونجتهد فيها؟! لم يدعني حقيقة أبحث له عن الإجابة التي فاجأني بالسؤال عنها,, فقد استدرك: هذه الليالي تغيرت جذرياً مع دخولنا عصر القنوات الفضائية فقد اصبح كثير من ملاك تلك الفضائيات يتسابقون على حشر المسابقات في قنواتهم بداع وبدون داع, ناهيك عن حشد الأفلام والمسلسلات المدعومة مادياً وبشرياً بجنسيها الاثنين، وإن كان التركيز في الغالب على استغلال المرأة استغلالاً غرائزياً بشعاً لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين، فتحولت ليالي رمضان المباركة إلى ليالي ساهرة مخجلة لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً! ويضيف محدثي قائلاً: فكيف بالله عليك تنهض أمة يمارس إعلامها هذا الأسلوب من الانحطاط والانغلاق الفكري؟! ففي الوقت الذي تبث فيه الشعائر الدينية من الحرمين الشريفين في بعض القنوات ومنها قناتا المملكة وإذاعاتها، فإن بعض القنوات وهي كثيرة لا تخجل وهي تمارس هذا التسطيح الفكري الخالي من كل مسؤولية,, وسنقف على نتائج هذه السلبيات التي ستنعكس على أخلاق شبابنا بعد أعوام قليلة إلا أن يرحمنا ربنا بدعوات الصالحين منا. وقد أن انتهى محدثي من طرح أسئلته التي أجاب عنها بنفسه لم يبق لي تعليق على ذلك سوى هذا البيت الشعري: لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي!