كشف استشاري الطب النفسي الدكتور مهدي العنزي عن سيطرة مرض الرهاب الاجتماعي على قائمة أكثر الأمراض النفسية شيوعا في المجتمع السعودي. وأرجع المشرف على الخطة التطويرية للخدمات النفسية والاجتماعية بصحة الرياض السبب، إلى طبيعة التنشئة الاجتماعية التي كثيراً ما يغيب فيها الحوار الصغير مع الكبير وعدم احترام الرأي بين الجانبين حتى لو كان صائباً. وأضاف العنزي خلال محاضرته في الملتقى التدريبي للعاملين في مجال الخدمات النفسية والاجتماعية يوم أمس بعنوان (آخر المستجدات في الطب النفسي) التي نظمتها صحة الرياض في (فندق هوليدي إن)، أن غياب الحوار عن التنشئة الاجتماعية يفقد الطفل ثقته بنفسة «نتيجة القمع الذي تعرض له فترة طويلة» وأضاف أنه هذا الطفل عندما يصل لمرحلة المراهقة يطلب منه المجتمع التعبير واستعراض مهاراته في التحاور والتعامل مع مختلف المشاكل التي تواجهه لوحده، فيجد نفسه عاجزا وفاقدا للثقة بنفسه في تجاوز عقبات الحياة، أو حتى الاختلاط بالآخرين في المجتمع من حوله. وقال الاستشاري العنزي، إن مرض الاكتئاب يشتمل على مجموعة من الاضطرابات بسبب ظروف الحياة وخاصة عند النساء ينتشر أكثر نتيجة الأحداث الاجتماعية وضغوط الحياة. من جانبه تطرق مدير الخدمة الاجتماعية بمستشفى الملك سعود للأمراض الصدرية الدكتور علي الطلحي إلى مفهوم «الوصمة» وقال إنه كفيل بخلق ردة فعل سلبية في المريض النفسي. وأوضح الطلحي في دراسة أجراها أن «الوصم» يؤثر في تعاون المريض في تطبيق الخطة العلاجية المريض النفسي 21%. إلى ذلك أوضح مدير الخدمات النفسية والاجتماعية والمشرف على الملتقى الإخصائي حمد الجاسر أن من أهداف الملتقى تطوير مهارات الإخصائيين والإخصائيات النفسيين والاجتماعيين العاملين بالمستشفيات من أجل تقديم أفضل الخدمات للمرضى ومساعدتهم خلال تواجدهم في المستشفى وأضاف أن عدد المشاركين والمشاركات في الملتقى بلغ أكثر من 65 ما بين طبيب نفسي وأخصائي وأخصائية اجتماعية، مؤكدا أن صحة الرياض مستمرة في إقامة مثل هذه الدورات من أجل رفع وتطوير مستوى العاملين بأقسام الخدمة الاجتماعية بالمستشفيات.