يقول الباري عزّ وجلّ في محكم تنزيله.. {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} و{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } صدق الله العظيم .. فقد فقدت قادة هذه البلاد وأهلها واحداً من أبنائها المخلصين الأوفياء وابنها البار الذي رحل عن هذه الدنيا الفانية، ذلكم هو المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود نائب وزير الثقافة والإعلام - طيّب الله ثراه -، بعد حياة أفناها سموه في طاعة الخالق جلّت قدرته ثم في خدمة قادة هذه البلاد وأهلها، من خلال تلك المناصب التي تقلّدها سموه ولعل آخرها نائباً لوزير الثقافة والإعلام عندما شرف بهذا المنصب بثقة غالية أولاها إيّاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، أمدّ الله في عمره وألبسه ثوب الصحة والعافية.. وكان سموه - يرحمه الله - أهلاً لها لما يتمتع به من حكمة ورؤى ثاقبة، إلى جانب إدارته وإشرافه على القنوات الرياضية السعودية، وقد كانت لسموه - يرحمه الله - العديد من الجهود المباركة والآراء النيّرة التي قام بها من خلال تلك المناصب التي تقلّدها إبان حياته - يرحمه الله -، والتي شهدت نقلة تطويرية وتحقق على يديه العديد من المنجزات الإدارية والإعلامية والثقافية والرياضية.. فقد كان سموه - يرحمه الله - نعم الأمير ونعم المسئول الذي عمل بكل إخلاص وتفانٍ، وسخّر جلّ وقته وجهده من أجل النهوض بإعلامنا وثقافتنا السعودية إلى أن وصل بها إلى العالمية، وكان لوطننا العزيز الحضور المتميّز والفاعل في العديد من المشاركات والفعاليات الإعلامية والثقافية والرياضية على المستويين الإقليمي والدولي.. إلى جانب ما كان يتمتع به سموه - يرحمه الله - من سمات وسجايا رفيعة، وقد كان سموه قمة في التواضع، وأنا أقول هذا وقد كان لي الشرف أن التقيت سموه الكريم في أكثر من مرة، وقد كان شخصية إنسانية عظيمة يتحدث إليك وكأنك أقرب الناس إليه.. ابتسامته الصادقة التي يقابلك بها وتراها واضحة على محياه الطاهر، يحرص دائماً على قضاء حوائج الناس العملية والاجتماعية، من خلال تلك الأعمال الإنسانية التي قام أو وجّه بها - يرحمه الله -، إلى جانب حرصه التام على مشاركته لإخوانه وأبنائه المواطنين في أفراحهم كما، هو سموه يشاطرهم العزاء في مصابهم وأحزانهم وكان يحظى باحترام وتقدير من الجميع.. فهذا قليل من كثير مما نعرفه عن هذه الشخصية الفريدة الفذّة.. فصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - وإنْ رحل عنا وعن هذه الدنيا الفانية، فهو سيبقى في قلوبنا وأمام أعيننا ونستذكره ومآثرة المباركة ما حيينا.. فالموت حق وتلك هي إرادة الله جلّت قدرته التي ستطال كل مخلوقات الأرض بلا محالة، فهناك منا من لقي نحبه وهناك من هو ينتظر ولا راد لقضاء الله ونحمده على القضاء والقدر خيره وشره.. ونحن وقد ودعنا صاحب السمالملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود - يرحمه الله - لنسأل الباري عز وجل أن يتغمّده بواسع مغفرته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجمعنا به مع الصديقين والشهداء وأن يكتب كل ما قدمه لأمته ووطنه في موازين حسناته، وأن يلهم قادة هذه البلاد وإخوانه وأخواته وأبناءه من أصحاب السمو الملكي الأمراء وإخوانه المواطنين الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. [email protected]